قرأت ما كتب في هذه الصحيفة عن «الطلاق» وكم اتألم عندما اسمع او اقرأ هذه الكلمة فالطلاق حلال ولاشك ولكنه ابغض الحلال الى الله. انني استغرب كثيرا كيف لا يفكر البعض في عواقب الطلاق فهناك فئة من الرجال تطلق هذه الكلمة بلا مبالاة ولأتفه الاسباب مما يؤدي الى انفصام عرى الزوجية بكل سهولة وانهيار الكيان الاسري. ان من يسمح لنفسه بفك الرباط الزوجي وانهاء العشرة في لحظة ضعف او طيش وتهور ليس بالرجل المدرك والحصيف والسوي فالرجل العاقل والرزين والمتزن هو من يستطيع كبح جماح غضبه وتحكيم العقل قبل العاطفة والفكر قبل الهوى. ان مثل تلك التصرفات تنتج عنها تشتيت الاسر وضياع الابناء فالزوج يقترن بأخرى والزوجة يتزوجها آخر وغالبا ما يكون الضحية هم الابناء ولعل دور الملاحظة والسجون تشهد بمدى اثر الطلاق على الابناء الذين تؤدي بهم ظروف الطلاق الى الضياع ويتلقفهم عندها رفاق السوء الذين يوردونهم المهالك وعندها يندم الاب والام حين لا ينفع الندم. لقد تأثرت كثيرا حينما قرأت قبل فترة ما كتبته احدى الاخوات القارئات بأسلوب مؤثر وبليغ عن معاناتها من الطلاق وبعد والديها عنها حيث اصبحت كاليتيمة بل انها اشد منها معاناة فاليتيمة فقدت والديها او احدهما ولكن هذه فقدتهما ولم تفقدهما فهما موجودان على هذه البسيطة ولكن حياتهما لغيرها ولكم ان تتخيلوا معشر القراء والقارئات مدى المعاناة من فقد الحنان والعطف والابوة والامومة فبالله عليكم هل للحياة طعم عندئذ؟ انني ادعو الازواج والآباء عموما الى التفكير اولا قبل كل شيء في ابنائهم وبناتهم قبل التفكير في مسألة الطلاق ثم انه في حال عدم وجود وفاق وحب ووئام مع زوجاتهم بامكانهم الزواج بأخريات والابقاء على ام العيال من اجل اولادها الذين هم امانة في اعناقهم. واوجه الرجاء الى جميع اولياء الامور بالسعي الى حل اي اشكال بين بناتهم وازواجهن وعدم جعله يستفحل وان لا يكونوا في صفهن ضد ازواجهن. مع امنياتي للجميع بحياة زوجية سعيدة. والله من وراء القصد عبد العزيز بن صالح الدباسي