قرأت ما خطه يراع المهندس مشاري الدعجاني.. بعنوان «رسالة وداع ووفاء» وكانت تحمل بين طياتها مضامين جميلة وعبارات امتنان ووفاء قد يسره ولكن كلمة وداع فيها نكأت جروحاً مدفونة داخلي فانتابني وجوم غريب كيف لا وألم الفراق يعصف بنا من كل جانب فطفقت أمسك القلم اتحدث عن الوداع والفراق لاننا بشر نعانق الفرح ولكننا نرتمي في احضان الحزن خصوصاً عندما يحل بنا الفراق ونودع وجوهاً قد ألفناها وتعايشنا معها زمنا طويلا. وفي احلك الظروف في لحظات الوداع القاتلة تتساوى خطى القلم مقدماً ومحجماً بل احياناً يقف عن انسيابه ويستعصي عليه التعبير حتى لو كان اللسان طليقاً والكاتب ضليعاً فقد تتحجر الكلمات ويصعب التعبير والمشافهة. ومع علمنا مسبقاً ان الوداع من المسلمات التي لابد ان نؤمن بها ايماناً تاماً الا ان معايشتها تختلف كثيراً فحين تحين ساعة الصفر ويبدأ العد التنازلي نشعر باللحظات الحزينة والالام الجسيمة. فما اقسى ان نودع انساناً مرهف الحس عميق الايمان محبوباً من الجميع لاي سبب من الاسباب سواء كان هذا الوداع دائماً اما مؤقتاً!!! وما اصعب فراق من ألفته القلوب فكان لها بلسماً شافياً ورفيقاً دائماً.. ولكن هذه سنة الحياة فكما ان للشمس شروقاً فلها غروب ايضاً وكما ان لكل شيء بداية فله نهاية حتمية يقول الشاعر: ثمانية لابد ان تجري على الفتى ولابد ان تجري عليه الثمانية سرور وهم واجتماع وفرقة ويسر وعسر ثم سقم وعافية ولكن الوداع حقيقة مر فحين يحين يخيم الصمت على المكان فتسكت كل الهمسات وتبوح بالسر النبضات وتجود العين بالعبرات. بل ان الاضواء كلها تنهزم امام منحنى الفراق فلو كانت الحروف تتحدث لصرخت لتصدع جدران الصمت القاتل وتعلن الحزن على من فارقنا.. وحين يكون الوداع مؤقتاً والفراق ليس دائماً يكون اهون بكثير من وداع بلا رجعة فكم صفحة نطويها من حياتنا تحمل بين جوانبها ذكريات جميلة وبصمات لشخصيات عزيزة قد رحلت وودعتنا الى غير رجعة رحيلاً ابدياً دائماً طوتهم الأيام فكانوا رهن التراب.. فما اجمل ان تبقى الذكرى العطرة والسيرة الحسنة بعد الوداع والفراق!! وما اجمل ان يترك الراحل رحيلاً دائماًً او مؤقتاً بصمات خيرية يذكر بها في كل عصر وآن فالافعال تبقى تتحدث بنفسها عن مآثر صاحبها وما اسدته يداه من معروف وصدق من قال: وافضل الناس ما بين الورى رجل يقضي على يده للناس حاجات لا تمنعن يد المعروف عن احد مادمت مقتدراً والعيش جنات قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس اموات واخيراً: يبقى الشوق الصادق والمشاعر الحميمة والاحاسيس النبيلة التي تتكاتف في الوجدان وتصور بريقاً متوهجاً في الذاكرة حتى وان ودعنا احبابنا فسيبقون في ذاكرتنا الى الابد وحتى وان غابوا عن اعيننا فهم في سويداء قلوبنا فالعظماء تبقى مآثرهم ولو بعد فراقهم او حتى بعد رحيلهم.. مرفأ: كم هو قزم قلمي وهزيلة حروفي وركيك اسلوبي عندما اتحدث عن موضوع الوداع او حين اخوض في تفاصيل الفراق ربما لانني لا اطيق تلك اللحظات ولا احبذ ذكرها وربما لانني قد عايشتها مراراً وتكراراً كما عايشها غيري من البشر. فكثيراً ما اكرر قول الشاعر: لو وجدنا الى الفراق سبيلاً لاذقنا الفراق طعم الفراق واذيل خاتمتي بشكري لكاتب المقالة علي اثارة الموضوع داخل ذاتي لتخرج منها تلك العبارات التي قد تخفف ولو قليلاً من لوعة الفراق. ولدوحتنا العزيزة الجزيرة فيض متدفق من المحبة والوفاء طيف احمد / الوشم/ ثرمداء