مدخل.. يا أهل القصيد مراسلين الجرايد تكفون صونوا كلمة الشعر تكفون هذا البيت يعتبر رسالة مهمة ومهمة جداً لكل من يهمه الامر.. في الادب الشعبي من محررين وشعراء.. فالشعر رسالة ثقافية سامية يجب المحافظة عليها من العبث من اشباه الشعراء والذين جاؤوا لكي يقتلوا الاحتفاء بالشعر والشعراء.. غير مدركين ان القصيدة الشعبية تعد واحدة من اهم رسائل الشعوب المعبرة عما يضج بداخلهم من هموم وآمال، كما انها من رسائل الرصد التاريخي المميزة. لاشك ان المهتمين بالشعر وآدابه يدركون ويعرفون جيداً حجم مأساة الشعراء المبدعين والمبتعدين عن النشر.. طبعاً البيت السابق هو للشاعر المبدع سعد بن جدلان احد اهم شعراء هذا العصر، ورغم انه لايجيد الكتابه ولا القراءة ومع ذلك فهو شاعر مبدع ومثقف.. بما حوله وينقل لنا ثقافة البيئة التي يعيش فيها باسلوب شعري ثقافي عال ويجيد التعامل مع ادواته في القصيدة لابراز الجمال الخفي داخل النص فثقافة البيئة من ابرز سمات قصائد ابن جدلان.. كم مفرقٍ كل ما جيته تعديته لاشوف خطه ولا أقرا ويش لوحاته فحينما قيل بان الشعر لا يحلق الاّ بجناحين احدهما الثقافة فهذا الكلام صحيح.. ولكن البعض يعتقد بأن الثقافة هي فقط«الكتب» وما قيل فيها!! وهذا اعتقاد خاطىء.. والدليل شاعرنا سعد بن جدلان.. خلوني اسبح عن موضوعه احسن لي والاّ الغلا والله ان يبطي وهو غالي ربما يتفق الجميع على ان الشاعر الحقيقي هو نتاج للقصيدة المبدعة الاّ ان السباق المحموم بين مجلات الشعر الشعبي يرفض مثل هذا الاتفاق وبشكل مخجل لانها وللأسف تبحث عن الشاعر «الجميل» وليست القصيدة الجميلة وحينما يسأل البعض عن الاسباب الحقيقية التي ادت إلى ذلك.. ربما تكون الاجابة بديهية وبسيطة وسريعة بأن العملية تسويقية وهذا ليس بالضرورة ان يكون السبب الوحيد فهناك اسباب اخرى غير معلنة بكل تأكيد انها اعمق كثيراً ومخجلة أكثر. نعود لشاعرنا ابن جدلان وهو بدون شك نتاج للقصيدة المبدعة والتي لاتبحث عن اغلفة المطبوعات الشعبية وغيرها بل انها تبحث عن متذوق للشعر فقط: مل قلبٍ من هوى الخدارات عياّ باقيٍ له من هوى خليّ بقايا لا بغيت أسبج من سمح المحيّا شفت من وصفه على غيره حلايا يا للي على شان معكازي تبيّن لي رجلي على حالها وانا على حالي والكسر ماهوب في رجلي علّى كلي وانت السبب في الغرابيل اول وتالي مايرد الجوع شخبٍ في المفلا ولا يخض السعن من ذودٍ هجالا انت غالي ياوليفى لا تغلا يثبت اللي بيننا ايامٍ اطوالا يارقبة الخشف ياعين النداوي يا سراجيف الذلول المستحيله يا مناةٍ تنقصر عنها المناوي يا خيار الدهم يالقبا الأصيله الا يا لهبوب البارده عجلي هبيّ على جاش من قامت هواجيسه أتلوبه انا مره اصحى ومره يغيبيّ وأسرّح معا كثر الطواري بغيبوبه الا يا دهر ما هو بحق تلاعبي وخليتني لمقرّد الخلق لعبوبه خروج من يحط اذنه على كل سمّاعه جاه فرقاً ما بعدها تجماعي