عندما تتوهج تشرق بدايتها بلون أحمر للحظات وتضرم في حطبها تعتلي ليراها الساري وتوقظ سكون المكان بحركة ألسنتها العشوائية لحظات ويذهب سكون المكان مع أول عويل النجر الذي ذهب صوته يندب السمار في جلسة على النار فاكهة الصحراء. هذا الوصف الجميل لهذا المتوهج أجاد فيه الشاعر عبدالله بن عون الرويس عندما قال: لنار لهبها جلال السمر تظريمه ودنيت نجري وخمس دلال رسلاني هيما لظا النار فيها بان توشيمه ومبهارت يميتنها كل ظرماني ومرة أخرى يضيء ذلك الصامت في هدوء رهيب نغمات المكان هي صوت خفيف لجمر يهشم على رماد النار الأول، ولكن هل هي شبيهة بتلك النار التي ليس لها وهج وتشتعل بحطب من ضلوع اختلف الأمر عن السابقة وأصبح الواقع إحساساً بنار تتأجج داخل الصدر لهذه الشاعرة: يا من لقلب كن في داخله نار نار الشويط ابعامرات الهبايب لم تنته سالفة النار.. الكل من حولها يتلذذ بها لأنها تُسيّر الدماء في الكفوف «البردانه» وقد تكون محمرة ولكن نقش الحناء لم يعزل «صلو» النار عن تلك الكفوف والتي انتثرت على رماد النار منها حروف اصطفت لتقول: الصاحب اللي بالحشاشب نارين نار المحبة بالحشا يشعلوني والثانية نار السفر حرها شين يا ليتهم بالحب ما ولعوني وعن الهبوب الباردة: ألا يا لهبوب الباردة عجلي هبي على جاش من قامت هواجيسه اتلوبه هذا الاستعجال على براد الوقت أتى من دافع يكاد يحترق إذا لم يأت من يطفئ تلك النار الملتهبة بوقود زمن المغالطات والخروج عن المألوف: عباد مغفلها الزمان وتعجب بي يحسبون قل المال للرجال عذروبه ورغم كل الرضا عن الحال إلا أنه ما زالت هناك نبضات يائسة من المجريات التي تحدث بسبب اختلاف الآراء: وأنا راضي باللي عليه كتب ربي وقانع بمسوره وراضي بمكتوبه وأنا أعرف من أعادي وأنا أعرف من أحبي وبه ناس لا تبغض ولا هيب محبوبه كل هذه الكلمات التي نظمها الشاعر سعد بن جدلان في منظومة رائعة من الأبيات الملتهبة بالتجربة جعلتني أتوقف عند تعبير محدد وعتاب بطريقة غير مباشرة لعلي أجد فيه برهة من عزاء لطالب برد الهبوب: ولا يا دهر ما هوب حق تلاعب بي وحطيتني لمقرد الخلق لعبوبه ومع هبوب الريح الباردة يأتي ذلك التوهج في خط المواجهة إذا لم يكن موقف المتحدث في حالة إحباط: هبت هبوب الشمال وبرودها شيني ما تدفى النار لو حنا شعلناها ويتحدث الشعراء أيضاً في وصفهم لما يجوش بدواخلهم من لهيب الفراق وحرقة البعد: نار الغضا وش لون أبا أطفي جروحي تعيش في جنه وأنا داخل النار ويؤكد الشاعر غالب بن لؤي رحمه الله على أهمية النار في جذب الضيف وتراثيتها لأنها رمز من رموز الكرم عندما تتوقد: يا للي تطق الباب لا تكسر الباب الباب مفتوح من طلعة الشمس اقلط على نار تولع بمشهاب ما هوب قز بايح غازه من أمس