احتار الجميع في تسمية الكائن الحي.. الإنسان . فمنهم من قال: إن الإنسان كائن حي ناطق، ومنهم من قال: كائن حي مفكر.. وهي محاولات تميز هذا الجنس عن باقي الكائنات الحية التي تسكن كوكبنا. ولكن وجهة نظري تقول: إن الإنسان كائن حي يخاف!! ولا أعني هنا بقولي: الخوف اللحظي، أو الخوف من عارض مفاجئ، بل أقصد هاجس الخوف الذي يلازم الإنسان من مولده.. حتى وفاته فبكاء الطفل عند الولادة هو أصدق تعبير عن خوفه الناتج من انطلاقه من عالم الرحم إلى العالم الرحب.. ثم يبدأ هذا الإنسان بالنمو، ويبدأ الخوف يتزايد ويتزايد ويتشعب ثم يتخصص، فهو في المدرسة يخاف الرسوب،وفي البيت يخاف الخطأ، ثم يكبر فيخاف على مستقبله!!! الإنسان كائن حي يخاف، عند ولادته يخاف الحياة، وفي حياته يخاف الممات وهو في الأسفل يخاف الصعود، وفي الأعلى يخاف السقوط!! وإن أحب يخاف الفراق، وعند الفراق يخاف أن يحب من جديد! وهو يضحك يخاف البكاء، كائن يخاف دوماً وأبداً، لأن مشاعر الخوف تسكن فيه. الغني يخاف الفقر، والفقير يخاف الحرمان،، لعل الإنسان الكائن الوحيد الذي أصبح الخوف سمة من سمات شخصيته، فهو ليس عارضاً كالمرض!! أصبح الخوف مثل ظلنا... نخاف الحروب.. وفي الأمن نخاف أن يتحول السلام. نخاف نظرات الناس، وما يقوله المجتمع. والخوف ليس مقصوراً على الجاهل.. بل المثقف أكثر من يخاف.. يخاف على قلمه!!، و المرأة تخاف المجتمع.. وهكذا دواليك.. إذن متى نتغلب على الخوف.. برأيي أن المؤمن حق الإيمان هو الوحيد الذي لا يخاف.