* الطائف / كتب حمّاد بن حامد السالمي تتفرد محافظة الطائف بفصلي (شتاء وخريف) قصيرين. و(ربيع وصيف) طويلين. يبدأ خريف الطائف مع شهر أكتوبر في كل عام، ويليه الشتاء في شهر ديسمبر، ويستمران حتى نهاية شهر فبراير من العام الذي يليه. خمسة شهور فقط، يقابلها سبعة أشهر هي للربيع والصيف: (مارس، أبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر). في الأشهر السبعة هذه، تعيش محافظة الطائف احتفالية من نوع خاص. إنها احتفالية ربانية رائعة جميلة تتم على الأرض الخضراء، تبدأ بالإزهار، وتختم بالإثمار..! ما ان يدخل الربيع؛ حتى تتحول الطائف بتدرج وهدوء، إلى أجواء لطيفة فيها غيوم وإمطار وبروق ورعود، ونجوم ساهرة ترقب من خلف حِذَف السحاب في السماء. ثم تنتفض الأرض متجاوبة بكل الأفواف الندية الفواحة، منها الأبيض، ومنها الأحمر والأصفر والبنفسجي والأزرق والقاني.. زهور بشتى الاشكال ومختلف الألوان. ينقضي الربيع، فيحل الصيف بثمار يانعة من كل لون وطعم.. تين، عنب، رمان، سفرجل. مشمش، بخارى، عُنَّاب، مشملة، برشومي. إنها الطائف.. فريدة في موقعها، وفي جوها، وفريدة كذلك في وردها وفي عنبها ورمانها، وفريدة في النهاية بجمالها الطبيعي، وبزهورها الربيعية الجذابة، في السهل؛ مثلما هي في الجبل، وفي الوادي، وفي السفح الأخضر. لوحة من الطائف هذه لوحة شعرية بديعة، رسمها بشفافية رقيقة وشاعرية ملهمة، الشاعر الكبير محمود عارف. فهو يقول: يا ناصعَ الجوْهرِ والمحتد كالنُّور، بل أسنى من الفرقَدِ شوقي إلى الطائف مُستطلِع لأهله، للروضِ، للمورد الطائفُ المأنوسُ أيامُه من نعمةِ الفردوس للمُسْعد أما الليالي.. حُلُم عابرٌ في مُقلةِ الحسناء والأغْيد هلْ تذكر «الرُّمان» في «ليَّةٍ» يضحك للأبيض والأسود والتِّين في «المثناةِ» مُسْتروحٌ أعذبُه في الناضج الأملد يا صاحبي، يا شاعراً بالذي في وتر العزاف والمنشد يا رعشة الفكرة في لوحتي ومجتلى الفتنة في المشهد مَنْ أبْدع اللوْحَة.. ألوانُها منْ صيغةِ المُبتكر المُفردِ الحسنُ.. يا منجم أشتاته أروعُه من صنعة الأوحد في خافقي، في أضلعي جَذْوةٌ مُشعلة كالنار في الموْقِد في ليلةٍ سُمَّارها.. أنْجمٌ رعاك لو تعلمُ في مرقدي أنجمُها، تضحك من لوْعتي تسخر، والأنجُم منْ حُسَّدي شعافُها منتشر في الثرى منبسطٌ في البحر والفدْفَد يا نفحة منْ بُرعمٍ.. عاطرٍ في سوْسنٍ مُخْضَوْضِرٍ مُرغِد أهواكَ للحُب.. لأيامه قضيتُها في مرتع المولد قضيتُها عامرةً بالمُنى محفوفةً بالأملِ، الخالد ذكراك في تكرارها نشوة ومتعة عنديَ لم تنْفد فيها هوىً مُنْطلق المُحْتوى أحلامُه، في الطارفِ التالد أسرارُه، حائرةٌ في الذُّرى أبعادهُ في الزَمن السَّرمدي(1) (1) مصدر القصيدة: معجم «الشوق الطائف حول قطرالطائف». حمّاد بن حامد السالمي. ق،ج،ص 918 الطائف 1420ه.