تواجه «خارطة الطريق» لتحقيق السلام في الشرق الأوسط احتمال التوقف أمام طريق مسدود ما لم تساعد إسرائيل رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد بإعلان موافقتها على قيام دولة فلسطينية. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أجج الشكوك الفلسطينية بقوله: إنه يجب نزع سلاح المتشدديين وسجنهم قبل أن يبدأ في إزالة مستوطنات نائية وإن كان الموضوعان جزءا من المرحلة الأولى لخطة السلام. كما أوضح شارون اليميني أنه يقبل فقط دولة فلسطينية صغيرة ذات سيادة محدودة، هذا أبعد بكثير عن المطالب الفلسطينية. ويقول خبراء: إن موقف الحكومة الإسرائيلية ونقص شعبية رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس ربما يعيق الخطة. قالت روزماري هوليس مديرة برنامج الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن «أساس المشكلة ينحصر في الشك فيما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بإنجاح عمل خارطة الطريق» والتعهد بإقامة دولة هو فقط الذي يزود عباس بالقوة التي يحتاج إليها لتوسيع التأييد الشعبي للمفاوضات». وقد تزايد الأمل هذا الأسبوع بانفراج الطريق المسدود المخضب بالدماء بعد أن كلف الفلسطينيون عباس المعتدل برئاسة الحكومة ولكن بارقة الأمل سرعان ما انطفأت بتفجير انتحاري قتل فيه ثلاثة إسرائيليين في ملهى بتل أبيب ثم رد إسرائيل بنيران الدبابات الذي قتل فيه 13 فلسطينيا في غزة نصفهم من المدنيين. إنه تجسيد لدائرة الانتقام بالرد بالمثل وسقوط قتلى أغلبهم فلسطينيون وإفشال عدة مبادرات دبلوماسية قبل «خارطة الطريق». ووصف الرئيس الأمريكي جورج بوش عباس المعروف بلقب «أبو مازن» بأنه «رجل كرس نفسه للسلام.. وأتطلع إلى العمل معه»، وسيرسل بوش وزير خارجيته كولن باول إلى المنطقة في الشهر المقبل لدفع الجانبين إلى اتباع خارطة الطريق. ويقول متشككون إن أفضل فرصة لحصول عباس على تأييد شعبي أن تخفف إسرائيل التي تستخدم قوة هائلة ضد المعارضة الفلسطينية المسلحة الضغط على شعبه. ومشكلة أخرى تواجه عباس هي فشله في تهميش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في صراع القوي بينهما حول الهيمنة على المفاوضات والأجهزة الأمنية وكبح المنظمات المتشددة. وقالت هوليس «موقف عباس تجاه عرفات والجماعات المتشددة يضعف خارطة الطريق». ويقول دبلوماسيون إن إسرائيل تستطيع الحد من بريق الجماعات المتشددة بإزالة المستوطنات النائية في الضفة الغربية وتجميد نمو المستوطنات الحالية. والموضوعان يتصدران جهود بناء الثقة بين الطرفين في المرحلة الأولى من خارطة الطريق بالاضافة إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي من المناطق الحضرية التي تخضع للحكم الذاتي الفلسطيني. ومن جانبهم، يوقف الفلسطينيون هجمات المتشددين ويصلحون أجهزتهم الأمنية ومؤسساتهم المالية حتى يتأهلوا لقيام دولة مستقلة في القطاع والضفة. وقال المحلل الفلسطيني مهدي عبد الهادي «فقط بلقاء الإسرائيليين في منتصف الطريق يستطيع أبو مازن تجنب الشلل السياسي، يتوقف نجاحه على أن تكف إسرائيل عن الغارات وهدم المباني والقتل». ولكن الحكومة الإسرائيلية اعترضت على هذه الصيغة واستبعدت أية بادرة أمنية حتى يتوقف العنف وينزع سلاح المتشددين ومحاكمتهم. ويقول محللون كثيرون إن حوادث التفجيرات تزايدت بسبب المرارة التي يشعر بها الشعب الفلسطيني تحت قبضة إسرائيل العقابية. من جهة أخرى، أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن أسفها لوقوع ضحايا بين المدنيين الفلسطينيين في العملية التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة أمس الأول الخميس وأسفرت عن استشهاد 13 فلسطينيا. وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية إسرائيل بضبط النفس.. مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تدرك حق إسرائيل في الدفاع عن النفس غير أنها تحث الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع مقتل أو إصابة المدنيين الأبرياء والإضرار بالبنية المدنية والإنسانية. وفي الوقت ذاته.. طالبت الخارجية الأمريكية المسؤولين الفلسطينيين بالاضطلاع بدورهم في مواجهة ما وصفته بالعمليات الإرهابية مثل التي حدثت مؤخرا في تل أبيب.. وحثتهم على إعادة الاتصالات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي وتفكيك البنية التحتية لما وصفته بالإرهاب والعنف.