دخل الى القاضي يريد من القاضي ان يعدل في حكمه فقد صدر حكماً بالفراق بينه وبين زوجته فما كان من القاضي الا ان اشعره ان من حقه ان يستأنف الحكم ويطلب التمييز ثم فوجئ بعد حين ان التمييز قد صادقت على الحكم فانطلق مغاضباً مهرولاً الى امير منطقة الرياض امير الخير المعين للقضاة المكرم لهم والمعين للاخوان في الهيئات والمساعد لهم ومعاوية آل سعود ان صح التعبير ركن من اركان الدولة وحاكم من حكامها وبطل من ابطالها، انطلق الى الامير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - يشكو علته ويجأر الى الله عز وجل ثم الى الامير سلمان متظلماً من القاضي والتمييز فما كان من الامير الا ان افهمه اننا في هذه البلاد خدام للشرع نسمع لكلمة الشريعة ونطبق الشريعة علينا جميعاً ونسعى للرضا بما حكم الله وقضى وان حكم الله نافذ علينا، وان القضاة بشر يجتهدون وليسوا بمعصومين ولهذا عليه ان يحترم القضاء والقضاة وان يسلم امره لله وان يذعن ويرضى بما قسم الله فكانت له نعم الموعظة فرجع القهقري وخرج من عنده، ثم عاد الى القاضي يستسمحه بعدما تبين له ان كلمة من حاكم مسؤول تزن مئات المواعظ وانها ابلغ من سطور كثيرة لعلمه ان الشريعة الاسلامية هي التي يجب ان نستظل تحت ظلالها اتباعاً لقوله تعالى:{فّلا وّرّبٌَكّ لا يٍؤًمٌنٍونّ حّتَّى" يٍحّكٌَمٍوكّ فٌيمّا شّجّرّ بّيًنّهٍمً ثٍمَّ لا يّجٌدٍوا فٌي أّنفٍسٌهٌمً حّرّجْا مٌَمَّا قّضّيًتّ وّيٍسّلٌَمٍوا تّسًلٌيمْا} [النساء: 65] هكذا لابد لكل خصم حكم عليه القاضي فصدق الحكم من التمييز او من مجلس القضاء الاعلى - والقاضي بشر اجتهد وتحرى الصواب - ان يؤمن بما قسم الله وقضى وقدر ويذعن ويستسلم ويسأل الله جل وعلا ان يخلف عليه بخير ويسدد امره ويجعل عواقب اموره الى خير، ولهذا فإن المتابع لجلسات الامير سلمان - وفقه الله - واعانه وسدد خطاه وامد في عمره وبارك في رزقه يجد ان لغة القضاء ولغة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي لغة الحكم التي يتكلم بها وانه لا يخلو مجلسه طوال دوامه من آية او حديث او عبرة او عظة، أو تقدير لعلماء المسلمين وقضاتهم والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر واننا لنحسب ان هذا لون من العبادة إذا اخلصت فيه النية لله الواحد الأحد ففيه