الشاتنج والمحادثة المصورة وتبادل الصور مصطلحات انترنتية معروفة بين الشباب والشابات من خلال الانترنت ومع انتشار مقاهي الانترنت انكب بعض الشباب على ممارسة تصرفات خاطئة في ظل غياب الرقيب الأسري، حيث ان بعض الشباب يقضون الساعات الطوال في عالم الانترنت بعيداً عن المنازل وعن أهلهم ووالديهم يتعارفون على الأصدقاء رغم ان الكثير منهم لاتتجاوز أعمارهم ال 18 سنة. فكيف يقضون تلك الساعات في هذه المقاهي وماذا يقولون عنها؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال اللقاءات التالية: ففي أحد المقاهي التقينا أحد الشباب وقد بدأ في ممارسة هوايته مع الانترنت حيث يقول محمد محيا العتيبي 23 سنة إن الانترنت عالم كبير وفيه مجال للتعارف وفيه فوائد عظيمة الوظائف تجدها في الانترنت والنتائج والعروض المختلفة وأي شيء تبحث عنه تجد فيه فائدة للكبار أما صغار السن فلا أعتقد!! ولماذا؟ أجاب: الشباب يأتون للمقاهي من أجل التسلية والنظر في الصور الإباحية ويتم نشرها بين الشباب من خلال الاتصال والشباب يحرصون على الاتصال من خلال المحادثة بالبنات والدردشة معهن ويعرضون رغبتهم في التعارف ويتم خلال الاتصال التحادث والنظر من خلال المواقع عبر الكاميرات في هذه المقاهي المغلقة ويمكن ان يتم تبادل الصور وهناك ناس فقدوا سمعتهم من خلال نشر بعض الشباب صور فتيات وهناك صور يتم تركيبها على أجسام عارية على كل المواقع وهذه تتسبب في دمار بيوت. سألته لماذا الشباب يتوجهون للمقاهي؟ فقال: الشباب يعانون من مشاكل كثيرة فبعد تخرج الشباب وكله أمل في أن يجد له وظيفة يسد بها حاجته وحاجة أسرته يفاجأ بالمعوقات أمامه من عدم توفر العمل والعراقيل المشروطة في الوظائف سواء الحكومية أو الأهلية. الكل يتحدث عن السعودة ولا أظن ان هناك تطبيقا فعليا للسعودة كل جهة ترمي المسؤولية على غيرها من الجهات والنتيجة الشباب هو الضحية. للتسلية فقط ويقول الشاب عبدالرحمن (ع.س): نحن نرتاد المقاهي لنروح عن أنفسنا حتى لا نصاب بالمرض من الأوضاع الصعبة التي تحيط بنا. تخيل ان مصروف اليوم استجديه من الوالدة حتى أجد 10 ريالات أذهب بها وأنفس عن نفسي فنحن نحمل الشهادات والقدرة على العمل ولم نجد الوظائف المناسبة التي نرتبط بها ونستفيد منها ونصرف على أنفسنا وأهلنا ويضيف زميل له من الشباب ان أغلب الشباب يعاني مما تحدثنا عنه في جميع مناطق المملكة الجميع يرغب في وظيفة تستره وأسرته ويعيش حياة سعيدة هانئة دون مشاكل وان يستطيع ان ينشئ بيتاً ويتزوج ويستقر حتى ترتاح نفسه لكن الواقع غير ذلك تماماً الوظائف معدومة ولا تذكر عدة وظائف حتى يتقدم آلاف الشباب أود ان أسأل سؤالا محددا أرجو ان ينتبه له أصحاب الشأن: ماذا سيكون مصير هؤلاء الشباب بعد سنوات إذا لم يتوفر لهم وظائف يعيشون منها ويكفون أنفسهم وأسرهم عن الحاجة؟ الشيء الآخر ان الشباب محرومون من أبسط حقوقهم الأدبية وهي عدم تخصيص أماكن عامة للشباب ومتنزهات يمارسون فيها هوايتهم الحسنة بعيداً عن العوائل وأماكنهم. الآن أي سوق نذهب له أو مكان عام نصطدم بأنه مخصص للعوائل حتى لو أردنا التسوق مثلاً هناك من يطالب ويسأل عن سبب تواجدنا في السوق! نواجه ضغوطاً نفسية ويرى محمد العتيبي ان سبب تحول الشباب إلى نهج السلوكيات المحرمة هو عدم احتوائهم وتوفير متطلباتهم وحل مشاكلهم. ويقول إن الكثير من الشباب يسافر للخارج من أجل التمتع بالأسواق وفي المطاعم والمتنزهات المهيأة لهم في الخارج بينما البعض منهم يلجأ إلى تصرفات أخرى في الداخل مثل التفحيط والاستعراض الخطير بالسيارات والدبابات أو من خلال استخدام المخدرات أو التدخين وهذا مرده إلى الضغوطات المتزايدة على الشباب والمشاكل النفسية والأسرية طبعاً. ويضيف العتيبي: الكل يتحدث عن السعودة وما أنجز فيها وماتم من توظيف الشباب. الصحف تتحدث، المسؤولون يتحدثون لكن تمعن في الشركات الكثيرة والكبيرة التي تزعم انها حرصت على السعودة لاشيء يذكر مقارنة بما لديها من أجانب!! الشاب يبحث عن لقمة العيش ومستعد للعمل في أي مكان ومهما كان العمل ومقدار الراتب لكن هناك حواجز لم يتم التعرف عليها وإيجاد الحلول لها حتى السعودي يجد مضايقات من هذه الشركات ومن يعمل فيها من غير السعوديين. نحن الشباب نعيش عكس الوضع الطبيعي ليلنا نهار ونهارنا ليل!! بسبب عدم توفر الوظائف. سلبيات خطيرة أما طارق السلوم موظف فله رأي مخالف حيث يقول: الانترنت أصبح همزة وصل بين المتلقي ومختلف العلوم والتقانات وسلبياته أقل من إيجابياته ومنها المحادثات الشاتنج لمخالفاتها الدينية والمعاكسات بين الشباب وعرض المواقع الإباحية التي قد تضر بالشباب صغار السن الذين يجلسون بالساعات من أجل المعاكسات والنظر في الأمور المحرمة والملاحظ خلال تواجدي في بعض مقاهي الانترنت هو تبادل الشباب معلومات عن المواقع المحرمة. ويضيف ان على أولياء الأمور الحرص على الأبناء وتربيتهم التربية الحسنة وإيضاح الأمور الحسنة وتحذيرهم من السوء وأصدقاء السوء وتعليم الأولاد وتثقيفهم حول الأمور الجنسية وإخبارهم بالصح والخطأ لأنهم إذا ما تعلموا من والديهم سيتعلمون من الآخرين. ويضيف: والكثير من الشباب يتحجج بأنه لم يجد العمل المناسب وأنا اختلف مع من يقول ذلك فالشاب لابد ان يبدأ من الصفر ولايتوقع ان يكون العمل وفق أحلامه بل لابد من ان يبدأ ويستدين إذا لم يجد ويبدأ حياته العملية في أي مجال. تأثيرات اجتماعية أما مسفر القحطاني فيقول: بدأت في التعامل مع الانترنت منذ عام تقريباً وهذا ناتج عن قناعة بأهميته للاطلاع على مختلف الأحداث وهو وسيلة للاستزادة من العلوم النافعة حسب طلب المستفيد أما السلبيات فهي كثيرة أبرزها بالنسبة للأسرة التفكك الأسري والاخلال بالالتزامات العائلية والأسرية وقد يحدث منها انحراف الشباب ولابد من حرص الوالدين والأسرة عموماً على أبنائهم وارشادهم وتوعيتهم بمخاطرها السيئة. ويرى محمد الزهراني ان الانترنت خدمة عظيمة إذا تعامل الإنسان معها بأخذ مايفيد وترك الأمور السيئة خاصة انها وسيلة للتقارب بين الأهل والأصدقاء من خلال التحدث بين الطرفين حتى لو كانت المسافات متباعدة. ويضيف ان مقاهي الانترنت جمعت الشباب في أماكن معروفة وتتيح لهم المجال في ممارسة هواياتهم المختلفة بدلاً من السير والتجوال في الشوارع والأسواق ومضايقة الناس. أما فهد صالح العتيبي وعبدالله عبدالرحمن فأكدا ان إيجابيات الانترنت كثيرة والسلبيات قليلة وهي خدمة ممتازة سهلت على الناس وقربت بينهم وعرفتهم ببعض. منعنا ماهو ضار ويقول أحد أصحاب المقاهي غرم الله الغامدي ان الرياض بحاجة إلى المزيد من المقاهي في ظل تزايد اعداد الشباب من أجل احتواء الشباب وتهيئة المكان المناسب لهم لممارسة هواياتهم المفيدة بعيداً عن ايذاء الناس في الاسواق أو في الشوارع أو ممارسة بعض التصرفات الخاطئة. نحن قدمنا لهم المواقع المناسبة ووفرنا لهم كل احتياجاتهم ووضعنا ضوابط من خلال المقهى بعدم السماح لمن دون 18 سنة الدخول تنفيذاً للتوجيهات حفاظاً على الشباب الصغار الذين لايعرفون ولايفرقون بين الصالح والضار إضافة لمنع التدخين في المقهى. أما عن الأضرار الأخلاقية لمقاهي الانترنت فإن هذا ممكن أيضاً في البيت مثلاً أو المدرسة مع العلم ان هناك متابعة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إضافة لمراقبة إدارة المقهى للمواقع الممنوعة ومنع الدخول إليها والحمدلله زبائننا فيهم المهندس والدكتور والضابط ومن مختلف طبقات المجتمع وكلهم مسرورون بما يقدم لهم بأسلوب حضاري وبخصوصية مطلقة وفق مايرضي الله عز وجل. لابد من مراقبتهم عبدالله عبدالكريم شرف ورائد الحسينان مصمما موقع للانترنت يؤكدان ان الانترنت أصبحت ضرورة لابد من التعرف على أسرارها. ويؤكدان على أهمية مراقبة الشباب في هذه المرحلة وتوعيتهم من قبل الوالدين والأسرة وتحذيرهم من مخاطرها خاصة لمن هم في سن المراهقة فهناك مواقع مغرية تشد الشباب ويؤكدان ان المقاهي لها أهمية في رعاية الشباب وتوفير احتياجاتهم من متابعة المنافسات الرياضية ومتابعة المواقع المفيدة في الانترنت مثل العلوم والثقافات والسياسات الدولية. هذه هي الأسباب واستكمالاً لهذا الموضوع التقينا الاستاذ الدكتور رشود بن محمد الخريف-عميد كلية الآداب، واستاذ جغرافية السكان بجامعة الملك سعود حيث تناول هذا الموضوع بقوله:ان التربية على الفضائل والقدوة الحسنة هي من أهم الأمور الأساسية في بناء المجتمع وتنشئة الشباب واعداد رجال المستقبل. فالقيم الإسلامية التي يحث عليها ديننا الحنيف تنمي الشعور بالمسؤولية وتسهم في بناء المجتمع الصالح، وعلى الرغم من أنني أعتقد ان الدراسات المتخصصة ضرورية لفهم الشباب إلا أني أستطيع كغيري من المهتمين بهذا الموضوع ان أفكر في ارجاع أسباب جنوح بعض الأحداث إلى عدم الانضباط وعدم الالتزام بالأخلاق الإسلامية الحميدة، ويمكن إيجاز الأسباب فيمايلي: أولاً: يلاحظ التأثر بالغرب في بعض السلوكيات، وهذه هي من نتائج العولمة والمد الثقافي الذي لم يقتصر تأثيره على شبابنا فقط بل امتد إلى بقاع العالم الأخرى. وهذا التأثير يأتي من خلال الفضائيات ووسائل الاتصال الأخرى مثل الانترنت فبعض الشباب يقلد الغير في ملابسه وسلوكياته ويسهم في ذلك ضعف إعلامنا العربي وتدني مستوى البرامج. ثانياً: تهاون الأسرة بشكل عام وولي أمر الشاب على وجه الخصوص ظناً منهم ان التقليد في الملبس أمر يسير، ولكنه -في الحقيقة- يدل على الاعجاب بالثقافة الأجنبية وليس فقط بالملبس أو المظهر الخارجي. ثالثاً: ضعف الروابط الأسرية والروابط بين الجيران، وما نتج عن ذلك من استقلالية للفرد داخل الأسرة، مما يضعف الرقابة الأسرية على أفرادها فبعض الأسر يعيش أفرادها في مسكن واحد ولكن دون الاشتراك في المأكل أو الأنشطة الترفيهية. رابعاً: ضعف الوازع الديني من أهم الأمور التي تجعل الشاب يجنح نحو سلوكيات غير مقبولة لدى المجتمع، وينهج نهجاً أخلاقياً غريباً، وسلوكاً استهلاكياً فيه كثير من الإسراف. ويوضح الدكتور رشود الخريف أنه على الرغم من ان الشباب يمثلون نسبة كبيرة من السكان في بلادنا إلا ان الأنشطة والخدمات الترفيهية والاجتماعية المخصصة لهم قليلة جداً، أعتقد أننا لم نفهم شبابنا ولم نوفر لهم متطلباتهم الاجتماعية والترفيهية. قد نجامل إذا قلنا لايوجد تقصير من بعض المؤسسات الاجتماعية المعنية بالشباب فالمتنزهات في الأحياء قليلة العدد وصغيرة المساحة وساعات عملها محدودة بساعات قليلة لاتلبي احتياجات الشباب بل ان معظمها مخصص للعوائل فأين الأماكن المخصصة للشباب؟ وماهي المؤسسات الاجتماعية المعنية بالشباب؟ وأين البرامج الاجتماعية والعلمية والترفيهية المخصصة للشباب؟ إنها قليلة جداً ومحدودة النشاط فلايجد الشباب إلا الأرصفة على الشوارع العامة، ومن جهة أخرى أعتقد ان الشباب في حاجة إلى القدوة. فهناك مع الأسف تناقض في سلوكياتنا - نحن الكبار - مما يجعل الشاب لايجد القدوة. ويرى الخريف ان الشفافية مطلوبة للكشف عن السلوكيات غير السوية لشبابنا ولاينبغي اتخاذ سياسات تخص الشباب أو تحديد وسائل لمعالجة مشكلات الشباب إلا بعد دراسات علمية شاملة تقوم على الإحصاءات الدقيقة بعيداً عن التكهنات والانطباعات الشخصية. اعتقد أننا نخطئ كثيرا عندما نصور لأنفسنا الجوانب المضيئة لشبابنا فقط إنني أعتقد اننا في الحقيقة لم نفهم شبابنا إلى الآن. لذلك نستغرب كثيراً عندما نسمع أو نشاهد بعض السلوكيات الاجرامية الغربية على قيمنا الإسلامية وعاداتنا العربية الأصيلة ولعلي من خلال جريدة الجزيرة الغراء اقترح دراسات جادة شاملة لشبابنا من النواحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية ومعرفة آرائهم تجاه أسرهم ومجتمعهم. وعلى أية حال هناك حاجة لتوفير المؤسسات التعليمية المناسبة لهم والفرص الوظيفية التي تجنبهم البطالة وماينتج عنها من مشكلات اجتماعية واقتصادية ضارة بالشباب وبالمجتمع ولايمكن حل مشكلات الشباب إلا بتضافر جهود الأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية، ومؤسسات المجتمع الأخرى. واقدم نصيحتي للشباب بالالتزام بالأخلاق الإسلامية النبيلة، والاشتراك في المخيمات الشبابية أو النوادي الثقافية والرياضية إن وجدت وتنمية الهوايات وصقل المواهب ذاتياً أو بالإفادة من البرامج المتخصصة. فألاحظ إهمال شبابنا لكثير من الهوايات وعدم الاهتمام بتنمية المواهب مثل الرسم والتصوير والرياضة والعزوف عن القراءة والاطلاع على الكتب المفيدة سواء في الدين أو الأدب أو الثقافة والعلوم. سلبي وإيجابي وعن هذا الموضوع تحدث لنا الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار وأمين عام البحث العلمي بوزارة العدل فقال: يعتبر الانترنت وسيلة من وسائل الاتصال التقني العلمي المستجد والذي جعل وسيلة الاتصال ممكنة بين طرف وطرف وأطراف وأطراف مهما بعدت بينهم الثقة. وهو ذو نفع عليهم وفائدة مرجوة إذا هو استخدم بمنطق العقل والحكمة وما يعود على الفرد بخير علمي أو شرعي أو أدبي. ويعتبر من جهة ثانية وبالاً على صاحبه حساً ومعنى إذا هو استخدم لأي حال أو صفة من حال أو صفة تسيء إلى الدين أو الخلق أو المروءة.