رجح مسؤولون امريكيون ان لا تتم الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الامريكي كولن باول للمنطقة بما فيها سوريا قبل تثبيت تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس ابو مازن وهوما يعني ان الزيارة قد تكون في شهر مايو المقبل.. وكان باول قال يوم يوم الخميس انه قد يزور قريبا منطقة الشرق الاوسط بما فيها سوريا لحث الخطى من اجل السلام بين اسرائيل والفلسطينيين والضغط على دمشق فيما يتصل بمزاعم عن برامجها للاسلحة ودعمها للنظام المتداعي لصدام حسين. وكانت واشنطن قالت ان تثبيت عباس وحكومته الذي قد يتم الاسبوع المقبل سيؤدي الى نشر الولاياتالمتحدة خطتها للسلام في الشرق الاوسط المسماة «خارطة الطريق» ويكون ايذانا بمسعى امريكي جديد للتوفيق بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وفي اعقاب انتهاء الحرب الامريكية في العراق تركزت الانظار على سوريا مع مزاعم امريكية تتهم دمشق بايواء اعوان هاربين لصدام حسين ومساعدتها العراق في مقاتلة القوات الامريكية والسعي لاكتساب اسلحة للدمار الشامل ومساندة الارهاب الدولي. واثارت الاتهامات التي نفتها دمشق تكهنات بان الولاياتالمتحدة ربما تدرس غزو سوريا وهي فكرة نحاها باول جانباً مراراً. وقال باول لشبكة تلفزيون «بي.بي.اس» «نحن نريد ان نوضح للسوريين بقوة ان هذا وقت مناسب لكي تعيدوا النظر في سياساتكم».واضاف باول قوله ان الولاياتالمتحدة تخشى ان يكون افراد عائلة صدام واعوانه يسعون للجوء في سوريا وقال ان واشنطن قدمت الى دمشق معلومات عن «افراد معينين نأمل ان يفحصوها». وزعم مسؤول امريكي رفيع انه ظهرت علامات على ان سوريا تدرس فيما يبدو طرد مسؤولين عراقيين طلبوا ملاذاً آمنا في اراضيها لكنه لم يذكر تفاصيل. وادعى ان الولاياتالمتحدة لديها ادلة على ان فدائيين دخلوا العراق من سوريا وقال ان القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة امسكت اناسا عائدين الى العراق من سوريا حاملين مبالغ كبيرة من المال ويريدون الانضمام الى المقاومة. ونحى باول جانبا فكرة ان الولاياتالمتحدة تدرس امكانية غزو سوريا قائلاً ان حالتها مختلفة عن حالة العراق وان الرئيس لديه طائفة متنوعة من السياسات للتعامل مع مختلف الدول. وقال «لا توجد خطة حرب على مكتب احد الآن للزحف نحو سوريا، توجد سبل للتعامل مع بلد مثل سوريا.. لا تشمل الاستعداد لتنفيذ خطة غزو». وقال مسؤولون امريكيون ان الهدف الرئيسي لرحلة باول اذا تمت هو اعطاء دفعة جديدة لمساعي السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.وفي اطار شروطها للمضي قدما نحو اقرار السلام في الشرق الاوسط طالبت الولاياتالمتحدة باصلاح السلطة الفلسطينية و«بقيادة جديدة مختلفة» وهو ما يعني تهميش دور الرئيس ياسر عرفات. ومع تثبيت حكومة عباس قال مسؤول امريكي انه يكون قد تمت تلبية بعض شروط الولاياتالمتحدة وسيكون على اسرائيل اتخاذ بعض الخطوات. وقال مسؤول امريكي «حينما تعلن خارطة الطريق سيكون الشعور هو ان الفلسطينيين اتخذوا بعض الخطوات الهامة على الطريق الى الاصلاح وهي الخطوات التي كنا نسعى اليها وتأتي موافقة لمبادئ خارطة الطريق». واضاف قوله «سوف نتطلع الى اسرائيل لتقبل على اتخاذ بعض التحركات القائمة على اساس المعاملة بالممثل».ومن المعروف ان خارطة الطريق تشمل وقف العنف الفلسطيني في الانتفاضة التي مضى عليها 30 شهرا والكف عن بناء المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي امور ترى الحكومة الاسرائيلية ان من الصعب تنفيذها.وقال المسؤول الامريكي «هناك الكثير في خارطة الطريق سيكون خطوات صعبة على الجانبين كليهما وسيكون ذلك جزءا من الرسالة التي ينقلها باول ». وكان مسؤولون امريكيون طلبوا الا تنشر اسماؤهم قالوا ان معاوني بوش ابلغوا مسؤولاً اسرائيلياً رفيعاً في اجتماع بالبيت الابيض يوم الثلاثاء انه يجب على اسرائيل ان تنهي حملتها في الضفة الغربية وقطاع غزة حالما يتم تثبيت رئيس وزراء فلسطيني جديد.