في الوقت الذي تواجه في المؤسسات الدعوية الإسلامية تحديات كبيرة بسبب الصورة المغلوطة، والمشوهة عن الإسلام في اذهان الكثيرين من غير المسلمين تعالت بعض الأصوات مطالبة بضرورة تنويع الخطاب الدعوي، وتحديث وسائل الدعوة لتصبح أكثر اتساعاً مع ظروف العصر، ومتغيراته، وقضاياه، وأكثر قدرة على النفاذ، والوصول الى من يستهدفهم هذا الخطاب الدعوي، ووسائل طرحه، لكن كيف يمكن تنويع هذا الخطاب، وما هي الاشكال المطروحة له، ومدى اتفاقها مع جوهره والأصول الثابتة التي يقوم عليها الإسلام، والضوابط الواجب أن يخضع لها التزاماً بالنص القرآني وهدي السنة النبوية. (الجزيرة) طرحت هذه الإشكالية على عدد من رؤساء الجمعيات، والمراكز الإسلامية من خلال هذا التحقيق. الإجابة بحسب الحال في البداية يؤكد د. جمال أحمد السيد المراكبي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر أن تنويع الخطاب الدعوي ضرورة، فلابد من مخاطبة الناس على قدر عقولهم وقدراتهم، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسأل السؤال الواحد فيجيب عليه أجوبة شتى بحسب حال السائل والسامعين، كما في سؤاله أي العمل أحب الى الله والتدرج في دعوة الناس إلى الالتزام ضرورة لقبول أحكام الدين وتحقيق الالتزام، وإلا كانت الدعوة صدّا عن سبيل الله. ويضيف د. المراكبي أن العاملين في المجال الدعوي في الوقت الراهن مطالبون أكثر من أي وقت مضى ببذل الجهود المتواصلة للدعوة إلى الله تعالى، ونبذ الخلافات التي تفرق بين المسلمين، ودعوة الناس إلى صحيح الدين دون الاهتمام بتصنيفهم وتكفيرهم وتفسيقهم كما يحلو للبعض، وإنما دعوة المخالف إلى صحيح الدين والاحتكام وإياه إلى نصوص الوحي بفهم السلف الصالح رضي الله عنهم ، وهذا كاف لسلامة المعتقد ونبذ البدع إذا تخلينا عن التعصب وتجردنا لطلب الحق، والهداية من الله عز وجل، أما الأمور الفقهية العملية فالاجتهاد فيها واسع، والإنكار فيها على المخالف من الجهل بالأحكام وأدلتها واستنباطات العلماء فيها. منهج الدعوة التوقيفي من جانبه يؤكد د. صهيب عبدالغفار سكرتير مجلس الشريعة الاسلامية في بريطانيا ورئيس وقف مدرسة ومسجد التوحيد في لندن أن منهج الدعوة توقيفي لأنه قائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يمكن اقتباسه من فلان أو فلان، وغاية ما يمكن أن نقول هو أنه لابد من معرفة مشاكل كل عصر حتى يكون همُّ الداعية توجيه سهامه إليها مصداقا لقوله تعالى: {قٍلً كٍلَِ يّعًمّلٍ عّلّى" شّاكٌلّتٌهٌ فّرّبٍَكٍمً أّعًلّمٍ بٌمّنً هٍوّ أّهًدّى" سّبٌيلاْ} فمثلاً غلبت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الجاهلية الجهلاء المتمثلة في شرك الأوثان والأصنام وعبادة غير الله في شتى صورها وأشكالها فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليهدم أسس الشرك واحداً بعد الآخر، ولم يهدمها من القلوب فحسبُ بل هدمها في ظاهرها أيضاً فكان يوم فتح مكة يهدم الأوثان ويقول: جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا، وفي القرن الثامن الهجري كانت بلاد الشام قد اعتنقت الإسلام قاطبة ولكن غلبت على أهلها طرق المناطقة والفلاسفة وجدال وحجج من قبل النصارى فتصدى الإمام ابن تيمية لكل هذه الطبقات إما بمنطق سليم وإما بفلسفة إسلامية أو جدال مع النصارى بالتي هي أحسن. عصر المادية ويضيف د. صهيب: وبالنظر في أحوال عصرنا الحاضر لوجدنا أن شاكلة هذا العصر هي (المادية) الماجنة الطاغية الملهية وأن الناس، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين، لا يهمهم من الحياة إلا المادة فهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام إلا من رحم ربي، وقد احتل الدين من حياتهم جانباً ثانوياً لا يلقون إليه بالاً إلا في مناسبات معينة لذا أصبح من واجب الدعاة أن يركزوا على هذه الناحية ويقدموا الإسلام إلى هذه الأرواح الخاوية التي انهكتها المادة وهي تبحث عن طمأنينة للروح وسكينة للقلوب ووئام للأسرة ورباطٍ متين للزوجية. أما أساليب الدعوة فالحديث فيها ذو شجون حيث أنها تختلف باختلاف الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم اتخذ جميع الوسائل المتاحة له في عصره لصالح الدعوة، فقد وقف على الصفا وكان منبراً لمن أراد أن ينقل إلى الناس نبأً عظيماً، ودعا الناس إلى بيته على مائدة الطعام كما خرج يعرض نفسه على القبائل الوافدة للحج، وداهم الناس في أسواق عكاظ بدعوته وفكره، ولما رأى إحجام الناس في بلده خرج إلى بلد آخر عله يجد فيه آذاناً صاغية أو قلوباً مذعنة، وأرسل دعاته إلى يثرب وإلى اليمن وإلى غيرهما من البلاد فجاءت هذه البعثات بنتائج مرضية، وراسل الملوك والحكام في آخر حياته فمنهم من قبل دعوته فصار من السعداء ومنهم من ردها ليكون من الأشقياء، لذا صار لزاماً على الدعاة في عصرنا الحالي أن ينتقوا من الطرق القديمة مالا ينكر فضلها وجدتها، ومن الأساليب الحديثة مالا مفر منها ولا مناص. كما أن بعض الطرق القديمة التقليدية ما زال نفعها باقيا وسوقها في رواجٍ، الدعوة عبر المنابر والمنصات بين حضور الجمعة والجماعات، وكذلك إبلاغ هذه الدعوة بالقلم عبر الكتب والجرائد والمجلات بلغة العصر التي يجب ألا تشوبها مصطلحات المناطقة أو مفسقة الفلاسفة، وفيما يتعلق بالطرق الحديثة ووسائل الإعلام والاتصال التي دخلت كل بيت من إذاعة أو أشرطة صوتية يمكن أن تستمع إليها وأنت تسوق سيارتك، وبرامج تلفازية وأشرطة مرئية تشاهدها وأنت مستريح في مخدعك، وكذلك المواقع الخاصة في الإنترنت كل ذلك يجب الاستفادة منه في خدمة الدعوة فإذا كانت قوى الشر والشيطان تستعمل هذه الأدوات الحديثة لبث أفكارها الزائفة وسمومها الفتاكة فلا ينبغي لدعاة الإسلام أن يتحاشوها بحجة انها تضم الصورة فإنها قد عمّت بها البلوى ولا يكاد يسلم منها أتقياء الرجال فلا مفر من استعمال هذه الطرق ما دامت لا تؤدي إلى ارتكاب محرم واضح التحريم مثل الصور الخليعة والغناء بجميع أوتاره وأشكاله والاختلاط بين الجنسين أو الخلوة المحرمة بين الرجل والمرأة أو فحش في القول والفعل فإذا سلمت من هذه فإنها بلا ريب يمكن الوصول الى اكبر عدد من البشر بدعوة الإسلام. صندوق دعوي عالمي ويرى د. محمود الدبعي نائب رئيس المجلس الإسلامي السويدي أن الدعاة مطالبون الآن بوضع استراتيجية عملية لترشيد الخطاب الدعوي وإيجاد آليات لإخراجه في ثوب يتماشى مع متطلبات العصر، آخذين فبعين الاعتبار المستوى الفكري وقدرة الاستيعاب للخطاب الدعوي من كافة أطياف الناس، من خلال ابراز جوهر الإسلام بأسلوب يشوق الناس ويدفعهم للاستجابة وقبول التغيير الإيجابي في حياتهم والثبات على الطريق السوي، ان مع ملاحظة وجوب التزام الداعية بما يصدر عنه قولاً وفعلاً وهذا هو نهج الدعاة الاصيل في كل زمان ومكان مصداقاً لقوله تعالى:{يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا لٌمّ تّقٍولٍونّ مّا لا تّفًعّلٍونّ، كّبٍرّ مّقًتْا عٌندّ اللهٌ أّن تّقٍولٍوا مّا لا تّفًعّلٍونّ} والقرآن الكريم والسنة المطهرة مملوء بما يرغب الناس في قبول التغيير، مما يدل دلالة قاطعة على أهمية هذا الخطاب والحاجة إليه دون اللجوء إلى أسلوب التنفير والوعيد في أول مواجهة مع أطياف الناس المختلفة فالأصل في الخطاب الدعوي هو نيل الناقل والسامع لرضا الله ورحمته وجزيل ثوابه في الآخرة والاحتساب عند تعرض الداعية والمدعو إلى مكروه في هذا السبيل. قال تعالى: {وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللّهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ} ويضيف د. الدبعي أن تذكير الأغنياء من الناس بما هم عليه من النعم ووجوب شكر النعمة من خلال تطهير أموالهم من الدخن وإعطاء حق الله لعباده من خلال استحداث صندوق عالمي للزكاة والصدقات يشرف عليه كبار علماء الأمة وكبار رجال السياسة والوزراء المتقاعدون ممن أنعم الله عليهم ولا حاجة لهم بما هو في أيدي الناس. تذكير الأغنياء بوجوب شكر النعمة هو جزء من الطاعة والتفكر في أحوال الناس يحفظ النعمة من الزوال، ونحن اليوم أحوج الناس لحماية أموالنا من الزوال والحرب الظالمة تدق الأبواب وسيف الارهاب مسلط على رقاب المحسنين وللخروج من هذا المأزق علينا الاستعجال باستحداث صندوق دعوي عالمي، كما أشرنا سابقاً. واعتقد أن مسلمي الغرب ممن بسط الله عليهم من النعم سيكونون من السباقين لإرسال صدقاتهم لهذا الصندوق الخيري والإنساني على أن يتجنب الدعاة كل ما يدخل في نطاق الشبهات وإثارة النعرات والارتياب في صدق الآخر وأحقية ما يدعون إليه، فيعمى عليهم رؤيته بعد تغليب المصلحة، فتؤثر الشبهات في نفوس الناس فيقذفون الدعاة بالأباطيل سفها بغير علم، لأن إثارة الشبهات حول الدعاة وقادة الفكر والرأي والسياسة هو بصدق مرض العصر وهو سلاح ظالم والترياق الشافي هو استيعاب هذه الحقيقة والابتعاد عن الطعن في شخص الداعية وسيرته وسلوكه والصاق التهم به، ورميه بالسفه والجهالة والضلالة من أجل تنفير الناس من الاقتداء بهذا الداعية الذي يخالف الآخر بالطرح الدعوي. وشدد الدكتور الدبعي بضرورة أن يقوم الدعاة في خطابهم الدعوي بتجنب اتهام الآخرين بالابتداع والخروج على مألوفات الناس، مما يراد به تنفير الناس من الدعاة وأصحاب المدارس الفقهية، من خلال إظهار الحرص على عقائدهم من التلوث وإنقاذهم من النار فمهمة الداعية هي إزالة الشبهات وتحذير الناس من شتم الدعاة الآخرين. وإذا كان أهل الباطل يثيرون الشبهات حول الدعاة ويفترون الأكاذيب عليهم فعلى الدعاة أن يبتعدوا عن مواضع الشبهات، حتى لا يخدع عوام المسلمين بهذه الشبهات والقاعدة الشرعية تقول: درء المفاسد أولى من جلب المنافع ويدفع أعظم الضررين بتحمل أقلهما. نحن لا نطالب الدعاة بترك المباح من القول أو التنازل عن حقهم في العمل بحرية ولكن نقول بوجوب ترك ما يخص نفسه وحظوظه المباحة دفعاً للشبهات، كأن يختص نفسه دون غيره بامتيازات تجعله مثاراً للشبهة، ويترك ما يخص صميم الدعوة أو ما يتصل بها أو يتعلق بنهجها وأسلوبها، فلا يجوز مثلاً ترك دعوة أصحاب الجاه والسلطان والمال والدخول عليهم بحجة دفع الشبهة، حتى لا يصنف الداعية الصادق من بطانة فلان أو علان أو انه يداهن ويجامل على حساب الدعوة فهؤلاء يحملون وزر تفرد البطانة الفاسدة بأصحاب الجاه والسلطان والمال فهم أكثر الناس حاجة للبطانة الصالحة الهادية والمهدية. تطوير المؤسسات الدعوية في حين يرى الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي عضو مجلس النواب وعضو المجلس الإسلامي بتونس أنه انطلاقاً من التسليم بأن الإسلام هو خاتم الأديان وصلاحيته لكل زمان ومكان والناس أجمعين مصداقا لقوله تعالى: {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ} فإن الدعوة إليه وعرضه وتقديمه تقتضي من القائمين بهذه المهمة أن يتوخوا كل الطرق والأساليب المشروعة وأن يستعملوا كل الوسائل التي تمكنهم من بلوغ هدفهم في هداية الناس إلى الطريق المستقيم وهي مهمة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، لذا فتطوير الوسائل والأساليب والطرق لتبليغ حقائق الدين الحنيف يدخل ضمن الحكمة التي أمر الله تبارك وتعالى بها في كتابه العزيز بقوله: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}. ويضيف المستاوي أن المؤسسات الدعوية والخيرية الإسلامية مدعوة اليوم الى تطوير أساليبها وتنويع وسائل تدخلها وتحديثها إذا أرادت أن يكون لعملها التأثير الإيجابي لدى المتلقي لخطابها فهذا المتلقي متنوع في أجياله وفئاته وشعوبه وهو أيضا متنوع في مستوياته الذهنية والثقافية وفي الوقت ذاته تتجاذبه دعوات وتيارات وثقافات متضاربة بل متناقضة في كثير من الأحيان، وبعض الأطراف المتدخلة في هذا الخضم لا تستنكف عن استعمال غير المشروع والمخل بالأخلاق والأذواق والأعراف السليمة. وقدر المؤسسات الدعوية والخيرية الإسلامية في هذا العصر أن تمضي وسط هذا الخضم لأجل ذلك فإن مخاطبة من ندعوهم ونوجه إليهم خطابنا بلغاتهم والوصول إليهم حيثما كانوا بهذا الخطاب بواسطة المقروء والمسموع والمرئي يعد من مقتضيات هذه المرحلة إذا أردنا أن يكون لنا حضور فاعل وإيجابي في هذا المشهد المتنوع. ولاشك إن وسائل الاتصال الحديثة من إعلامية وانترنت توفر اليوم مواقع متقدمة لابد للمؤسسات الدعوية أن تقتحمها بمادة ذكية معدة بطريقة علمية جذابة تتناسب مع اهتمامات كل فئة من الطفل إلى الشاب الى الكهل الى المرأة الى المسن. المعلومة الدقيقة وأكد المستاوي بأنه لابد للمؤسسات الدعوية أيضا من استعمال خطاب يقدم المعلومة الدقيقة والموجزة التي تصل بطريقة غير مباشرة وذلك بالاستجابة في إطار المشروع والجائز لكل الأذواق والاهتمامات. ولابد للمؤسسات الدعوية والخيرية الإسلامية من دخول مجال العمل الإنساني والاجتماعي وحتى التنموي والاقتصادي فضلاً عن الميدان التعليمي بمختلف اختصاصاته فكل هذه الميادين والمجالات ينبغي على المؤسسات الدعوية والخيرية الإسلامية ان تقتحمها بعزيمة وثبات ولكن بخبرة وحسب خطة مضبوطة وبعد دراسة ميدانية للتعرف على طبيعة وواقع المنطقة المستهدفة ولابد هنا من الاستفادة من تجارب الغير الذين سبقونا في هذه الميادين بأشواط فهم يتوفرون في مجاهل أفريقيا وأمريكا اللاتينية في المستشفيات والجامعات ومراكز التأهيل والتكوين والمطارات ومحطات البث الإذاعي والتلفزيوني. ويشير صلاح المستاوي إلى أهمية أن تهتم المؤسسات الدعوية والخيرية الإسلامية بحاجات وظروف من تدعوهم وتتوجه إليهم بخطابها وهذه الحاجات معلومة والأنفس البشرية مجبولة على حب من يحسن إليها ومن يسدي لها الخدمة، والمؤسسات الدعوية والخيرية الإسلامية تسدى مثل هذه الخدمات الإنسانية والاجتماعية لا تريد من وراء ذلك حزاءً ولا شكوراً مع ضرورة وجود آلة للتنسيق بين كافة المؤسسات الدعوية والخيرية الإسلامية. وهناك بالفعل تجارب طيبة لبعض المؤسسات الدعوية والخيرية وهي في حاجة إلى مزيد من الدعم المادي والبشري ولاجل ذلك فإن القيام بالتوعية في صفوف المسلمين بمختلف فئاتهم ومواقعهم بأن التحديث والتطوير والتنويع لوسائل العمل الدعوي والخيري يكتسب الأولوية إذا أردنا مردوداً إيجابياً لعملنا في هذا الميدان وإن الحاجة باتت ماسة للقيام بهذا العمل وتطوير الوسائل والأساليب وتنويع مضامين العمل الدعوي والخيري يقتضيهما الظرف والواقع الذي تعيشه الإنسانية جمعاء.