تناولت تداعيات الحرب على العراق مشيرة إلى أن الأهداف الحقيقية والخفية لتلك الحرب هي على غير ما أعلنته الإدارة الأمريكية تماما وأن واشنطون لم تقدم على شن تلك العمليات العسكرية في لحظة غضب أو تهور أو اندفاع بل جاءت نتيجة لمخطط استراتيجي بعيد المدى. وقالت إن الإدارة الأمريكية كانت مصممة على خوض تلك الحرب بغض النظر عن معارضة الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي ومهما كلفها ذلك من خسائر بشرية أو مادية لا يمكن تبريرها. وترى الصحيفة أنها كانت تستهدف تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل أو إزاحة صدام حسين عن سلطة ظل قابعا بها أكثر من عقدين من الزمان، وأن إدارة بوش لا تضع الأممالمتحدة نصب أعينها ولا تحسب لها أي حساب على الاطلاق بعد أن رفضت تلك المنظمة الانصياع لتعليماتها وتوجيهاتها ودفعتها إلى تلك الحرب دونما مظلة شرعية الأمر الذي لا تبدو معه أي نية لواشنطن بتناسي الأمر. ويبدو أن التنازع على غنائم الحرب قد بدأ بالفعل بين الأمريكيين أنفسهم وبين وحلفائهم وبينهم وبقية دول أخرى. وقالت لقد أكدت الولاياتالمتحدة صراحة إن الاستثمار أو جني الأرباح في مجال النفط العراقي حكرا للشركات الأمريكية دون غيرها وعلى من يرغب بالمشاركة الامتثال للتقسيم والتوزيع الأمريكي. ونوهت بأن الرئيس الأمريكي ونائبه على علاقة وثيقة بالشركات الكبرى العاملة في مجال النفط وقد حصلا منها على أموال طائلة لتغطية الحملات الانتخابية وجاء الدور عليهما لرد الجميل بمنحها النصيب الأكبر في الكعكة العراقية وقد ظهرت البوادر في منح شركة «هاليبورتون» عقودا خيالية وهي التي كانت قد شاركت من قبل في مشاريع إعادة إعمار الكويت بعد حرب الخليج السابقة. وقالت إن عملية إعادة إعمار العراق لا تقتصر على القطاع البترولي.. فالمنشآت ومرافق البنية التحتية والمؤسسات الرسمية التي طالها الخراب والدمار تمثل مجالا فسيحا ومع ذلك تبدو الولاياتالمتحدة عاقدة العزم على احتكار العملية برمتها حتى أن الخطة التي طرحتها إدارة بوش بخصوص إعادة بناء العراق تماثل في ضخامتها خطة جورج مارشال التي قدمتها الولاياتالمتحدة إبان الحرب العالمية الثانية لإعادة بناء أوروبا بأسرها. وترى جلوبال تايمز أن الخطوة الأولى في استراتيجية بوش العظمى اقتربت من الاكتمال والعالم كله يترقب الآن خطوتها الثانية والتي يجمع المراقبون على أنها ستكون أيضا في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا.