سعدت مع بعض الإخوان في ليلة من الليالي المباركة لشهر رمضان الماضي بزيارة للمغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأميرماجد بن عبدالعزيز آل سعود، وكالمعتاد بدأ المرحوم مع من حوله الحوار، ففتح عليه الرحمة موضوع تاريخ الأمم وقال: إنها مبنية على احترام موروثاتها وآثارها، ثم استفاض الحديث في هذا الموضوع وانتقل سموه بنا الى المقاصد في الفقه الاسلامي، ثم الانضباط ودوره في المحافظة على صحة العقل السليم المؤدي الى الجسم السليم، وتساءل مستغرباً عن سبب تحويل النهار ليلاً والليل نهاراً في رمضان، وختم رحمة الله عليه بشكواه من الألم النفسي بسبب تأخره عن الاعتمار عن والدته رحمهما الله بسبب نصائح الأطباء له، وسعدت أكثر حينما وجهنا الدعوة له ليلتها نحن الحضور ليكون ضيف شرف مجلس درسنا التربوي التعليمي، ووعدنا مؤكداً ان ذلك سيكون حال عودته من سفرة العيد. واليوم وقد انتقلت يا حبيب الناس الى الرفيق الأعلى ولم تنفذ وعدك لأول مرة في حياتك فإني أقول لروحك النقية: إني سامحتك لأن الكريم سبحانه قد نفذ فينا بعدله وفضله قضاءه وقدره جلت قدرته، وسامحتك على تأجيل ذلك ليكون اللقاء هناك في دار الخلود حيث النبيون والصديقون والشهداء والصالحون بمشيئة رب العالمين، وسامحتك ردَّدتُها من قبل، وأنا أصلي عليك في المسجد الحرام بمكة المكرمة حيث تكونت طينة جسدك فأكرمك الله بأن تدفن بها، وسامحتك قلتها وأنا أعزي أحبابك فيك بدارك التي اكتظت بالمجمعين على ندرتك. وإني يا مؤسر القلوب أطلب منك بإلحاح شديد ان تسامحني وتسامح جميع الناس من حولك، ولتعلم أنك ستظل حياً ومقدراً ومحترماً عند الكل، فالحرم وأهله يكفونك في الشهادة على أنك نادر في هذا الزمان الذي أصبح أهله يبحثون فيه عن أمثالك ممن يقفون مع قاصديهم. اللهم اخلفنا في عبدك ماجد بن عبدالعزيز بالخير ولا تحرمنا أجر الصبر عليه، وللجميع أقول عزاؤنا واحد ومصابنا واحد، وسامحوه لأنه يقيناً سامحكم.