في أول رد فعل سوري أصدرت الخارجية بيانا أوضحت فيه جهودها لمنع الحرب على العراق، وذلك عبر الشرعية الدولية وقرارات هيئة الأممالمتحدة. وركز البيان على أن سورية حذرت من مخاطر هذه الحرب وما ستجره من كوارث إنسانية وسياسية على المنطقة، موضحا أن كافة الصور التي نجمت عن الحرب تبين حجم الدمار والضحايا من المدنيين الذين سقطوا نتيجة الأعمال الحربية. وأكد البيان أن سورية وقفت مع الشرعية الدولية في أي إجراء يمكن اتخاذه بشأن العراق، وهي اليوم تؤكد على هذه الشرعية وعلى سلامة ووحدة الأرض العراقية. وجاء بيان الخارجية السورية وسط تحرك سريع من قبل الاتحاد الأوروبي حيث وصل ميغيل أنغل موراتينوس إلى دمشق، وبشكل متزامن مع دخول القوات الأمريكية إلى بغداد وانتشارها السريع في باقي المدن العراقية. وتشكل زيارة موراتينوس آلية دبلوماسية تسعى إلى تطويق النتائج المتسارعة بعد سقوط بغداد، وتقديم تحرك سياسي يشرك معظم دول المنطقة بالنتائج التي ترتبت عن الحرب ضد العراق، فالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا حاولا تقديم شكل متواز للعمل قبل النهاية غير المتوقعة للحرب عبر إعادة موضوع خارطة الطريق ومسار التسوية في الشرق الوسط، التي تبدو أنها الورقة الأساسية التي يمكن تفعيلها للتعامل مجددا مع النظام العربي، وإظهار اهتمام أوروبا والولايات المتحدة بالاستقرار في الشرق الأوسط. من جانب آخر قال مصدر دبلوماسي غربي في دمشق إن سورية ستشهد خلال الأيام القليلة حركة دبلوماسية مكثفة للتعامل مع المسائل العالقة في موضوع الحرب. وبين المصدر ل«لجزيرة» أن بريطانيا سترسل وزير دولتها للشؤون الخارجية لبحث الدور السوري فيما يخص النتائج المترتبة عن الحرب، موضحا أن تخوف دول المنطقة من تقسيم العراق له ما يبرره، ولذلك فإن هذه المسألة يجب ان تبحث مع الجميع حفاظا على سلامة ووحدة أرض العراق. وقال المصدر إن بريطانيا تلعب اليوم دورا هاما على صعيد العلاقة مع سورية، مبينا أنها تتفهم الموقف السياسي السوري بكافة أبعاده، وهي أيضا تطلع إلى دور سوري فعال لمستقبل العراق من خلال موقعها الإقليمي وعضويتها في مجلس الأمن. واستبعد المصدر أي خلاف بريطاني مع الإدارة الأمريكية بشأن سورية، مبينا أن العمل السياسي اليوم يختلف تماما عن التصريحات أثناء الحرب، لأن استقرار المنطقة لا يمكن أن يبنى إلا بالتفاهم مع كافة دول المنطقة.