جاء إلى القاضي يتهادى متطايراً شرره تفوح منه رائحة الكذب وتلحظ من لحن قوله البغضاء والحقد يقول إن فلان ابن فلان جاري الذي يقرأ على الناس كاذب ساحر كاذب، ويقدم بلاغاً للجهات الأمنية وتتحرى الجهات الأمنية بطرقها الصحيحة حريصة كل الحرص على تحقيق ما يثبت الأمن ويبعد المؤمنين في هذه البلاد الآمنة المطمئنة عن الحقد والكراهية والسحر وعن الكفر بالله عز وجل، فتبذل جهودها الجبارة لتجد ان ما يقوله هذا المبلغ غير صحيح، ولكن هذا الرجل يتعاطى الرقية الشرعية وتتابع الأيام والليالي وتستمر حتى يظهر بعد حين للقاضي أدلة دامغة على أن هذا المُبلّغ مفترٍ، وان هذا المتهم بالسحر لم يقرأ على الناس لن يضر أحداً، ولم يتعرض لأحد بأذى، ولم يؤذي أحداً من المسلمين وإنما كان ينفعهم لما جاء في الحديث «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه»، لم يكن مؤذياً لأحد وكان فعلاً منضبطاً في صلواته مع الجماعة، صدق الله إذ يقول: {حّافٌظٍوا عّلّى الصَّلّوّاتٌ وّالصَّلاةٌ الوٍسًطّى" وّقٍومٍوا لٌلَّهٌ قّانٌتٌينّ}، وإذ يقول جل جلاله : {إنَّ پصَّلاةّ كّانّتً عّلّى پًمٍؤًمٌنٌينّ كٌتّابْا مَّوًقٍوتْا} ، فكان من أبرز البراهين أن يثبت للقاضي ان هذا المتهم بريء، وانه مُفترى عليه ثبوت البينة المعدلة وفق الأصول الشرعية، المثبتة بمواظبته على صلاة الفجر وعلى سائر الصلوات وإحسانه لجيرانه وأنهم يعرفونه