مع بسط سيطرتها على الاراضي العراقية تجولت القوات الامريكية في مدينة بابل الاثرية التي حكمها الملك نبوخذ نصر وهي مهد للحضارة واحدى الدرر التى تحفل بها ارض العراق الغنية بالآثار. كما انها تحتضن واحداً من القصور العديدة الفاخرة للرئيس العراقي صدام حسين. ومشَّط الجنود الامريكيون المنطقة بحثاً عن قوات عراقية واسلحة داخل وحول مدينة الحلة التي تقع على بعد 100 كيلومتر الى الجنوب من العاصمة بغداد، لكن الجنود العراقيين كانوا قد غادروا المدينة بالفعل. وكان الاهتمام بادياً على بعض الجنود بشكل يفوق الآخرين. ووبخ احد الجنرالات ضابطاً عقب مرور دبابة تابعة لوحدته وهي احدى وحدات الفرقة 101 المحمولة جواً على موقع رئيسي في بابل يحتوي على آثار تشير لاعادة بناء المدينة. وقال الجنرال «يجب عدم القيام بمثل هذه الافعال»، كما شهدت المدينة بناء مجموعة من المساكن للشخصيات الهامة خلال فترة حكم صدام. ودخلت القوات الامريكية الى القصر والمباني يوم الاربعاء لتفتيشهما. وكان القصر خالياً تماماً من الاثاث فيما غطت طبقة سميكة من الاتربة الرخام. أما المساكن المزودة بصنابير ذهبية في الحمامات فكانت مجهزة بالاثاث. وكانت هناك بعض الاسرة إلا ان الهواء بداخل تلك المساكن كان يدل على غياب الحياة عن المكان لفترة طويلة. وازدهرت بابل مرتين في العصور القديمة وقادت لوضع اسس غالبية الحضارات الموجودة حالياً نتيجة اهتمامها بمبادئ القانون والثقافة والعلوم، وحدائق بابل المعلقة هي احدى عجائب الدنيا السبع. ومع ذلك لم تجتذب بابل الزائرين لفترة على الرغم من تراثها العظيم وذلك بسبب العزلة الدولية التي عانى منها العراق خلال فترة حكم صدام. وجاءت الحرب لتؤدي الى قطع الكهرباء عن المدينة واغلاق المتاحف بسبب الخوف من اعمال النهب. وقال مجموعة من العاملين في موقع اثري معطل حالياً وهم يقفون بمحاذاة بوابة عشتار احد اشهر المعالم الاثرية في بابل ابان حكم الملك نبوخذ نصر الثاني انهم يأملون ان يجلب السلام معه المزيد من السائحين الى المنطقة عقب نهاية الحرب. وقال محمد البالغ من العمر 36 عاماً ويعمل مرشداً سياحياً «نتوقع قدوم المزيد من السائحين»، لكن عندما سُئل عن نظرته الى مستقبل العراق في ضوء ستة آلاف عام من التاريخ الحافل.. عكست اجابة محمد درجة من عدم اليقين تسري في نفوس العراقيين الذين يحذرون ما يضمره لهم الامريكيون، وقال «لا نعرف الآن ما سيحدث في المستقبل».