يشرع شرفته للهزيع الأخير من الشتاء يرقب تباشير الفجر على امتداد الجرح المرتعش لا شيء يخدش صفو الذاكرة سوى ضحكة طفل لا يدري ما المجهول سوى القحط في مطر الفصول حين يملأ الأنين ليالي المغيب يرتوي شط الجفاء من النحيب يزجون بالنديم خارج حدود الوله يسكبون بقايا القمر على قارعة الطريق لكن الأرصفة نائمة .. لا تفيق فيوقظها أرق الساعات في متاهات العمر وكلما بكت يوغل البرد في رئتي ويباغتني الصحو الكئيب فأحمله فوق ظهري وكلما مشيت تتسع المسافات المكبوتة ترحل من المدن الموقوتة ساخرة من طقوس الطبيعة لكنها تمضي وتتيه خطواتها وترتد للطريق الموحش فيندفع مسخ غامض يأوي إلى أرخبيل .. الحلم الصامت المسجي في جزر الشرود وهزيج يدنو من تباريح.. الصولجان الغامض المتدثر في أحضان اللاحدود إغمض على يديك الاثنتين في اليسرى إقبض على عصفور الدهشة في اليمنى إقبض على زنابق اليقظة ثم أغمض عينيك للحلم الأخير