تناولت الصحيفة أنباء دخول القوات المشتركة مطار بغداد و تحت عنوان«المطاريسقط» كتبت تقول:«سقط مطار بغداد الدولي بين يدي الأمريكيين، والبريطانيين وبغداد تبدو على مرمى حجر من المرحلة الثانية التي يطلق عليها الأمريكيون بالخطة «ب»، فهل هو مفترق الطرق لحرب قاسية سقطت حمولتها الأكبر على رؤوس العراقيين، الأطفال والنساء بالخصوص.. لكن سقوط المطار بهذه السهولة يجعل النظرة إلى الحرب تأخذ بدورها مسارا آخر...«وتتابع الصحيفة:» تبدو الصور التي عرضها البانتاجون بدقتها مثيرة لأكثر من سؤال.. كيف حدث ذلك؟ العراقيون يشعرون اليوم بالخوف، ربما لأن المطار سقط.. المطارالذي يعني الكثير، بموقعه الاستراتيجي، و بموقعه النفسي أيضا.. الآن، صارت بغداد داخل الحرب كما لم تكن من قبل.. !». «لوفيغاور» حول استيلاء الأمريكيين على مطار بغداد كتبت الصحيفة تقول:«بينماالحرب متواصلة في المدن العراقية الأخرى، و مدينة البصرة تبدو أكثر رفضا للاستسلام للأمريكيين، سقط مطار صدام حسين الدولي الذي يرمز إلى الكثير بالنسبة للعراقيين.. والأمريكيون يشعرون أنهم قاموا بمعجزة، ليس باستيلائهم على المطار، بل لأن سقوط المطار بالذات يكفي لإثارة الخوف في نفوس السكان، و يكفي أيضا في إحساسهم أن الخطر الذي طالما تجنبوه سيحدث: أمريكا قريبة جدا من البغداديين !». ومضت الصحيفة تقول:«ان عملية إبقاء بغداد تحت الظلمة الشديدة لم تكن مجرد عملية قصف يومي، كانت محسوبة، وبالتالي كانت سببا مباشرا في الزحف إلى ما يسميه الأمريكيون بالإنجاز الضخم، والذي يعني ببساطة الاستيلاء على مطار تطل جميع طرقه على بغداد..هذا الإنجاز الذي يحتفل به قد يتحول إلى الجحيم بعينه، لأن السيطرة على آليات الجيش العراقي شيء، والسيطرة على غضب الشعب العراقي، وحقده على الأمريكيين شيء آخر.. ما كشفته الحرب منذ بدايتها أنه حتى لو كان الشعب العراقي يشعر بالضيق من نظامه، إلا أن عدد القتلى من المدنيين جعله يشعر بكراهية عجيبة للأمريكيين وللبريطانيين.. الحرب تخرج عن الأسلوب التقليدي الآن، لأن ما سوف يكتشفه الأمريكيون سيكون مفاجآت حتمية على اعتبار أن «تحرير العراق» بنسقها القادم ستكون كارثة أخرى، بشكل أو بآخر !». «لومانيتي» تحدثت عن الخطاب السياسي الأمريكي وقالت:«ربما تستطيع الولاياتالأمريكية أن تنهي الحرب، بانتصارها على العراقيين، ولكن لن يقتنع أحد في العالم أن الحرب التي قادتها الإدارة الأمريكية كانت مبررة بأي حال من الأحوال، و ما لا يغيب عن أذهاننا الآن، أنه في الوقت الذي يراقب فيه العالم ما يجري في العراق، تغتنم إسرائيل الفرصة لتدمير البيوت الفلسطينية ولاعتقال المدنيين بتهمة «الإرهاب»!. أن الأزمة الفلسطينية ستكون أكثر تشابكا، لأن الإدارة الأمريكية المتواطئة مع إسرائيل ربما ستستعمل القوة للقضاء على المقاومة الفلسطينية بتهمة الإرهاب..وتتساءل الصحيفة قائلة: أليس الإرهاب تهمة جاهزة للأمريكيين لشن الحرب على الآخرين؟ الإرهاب في المنظومة الأمريكية الحالية تهمة موجهة إلى كل دولة ترفض السلوك العدواني الذي يستعمله الأمريكيون للتعبير عن رأيهم، ولهذا نتوقع أن تسقط دول أخرى في نفس تهمة «الإرهاب» بنفس طريقة الحرب على العراق..». «ليبيراسيون» انتقدت اسلوب واشنطن و كتبت تحت عنوان: «البراغماتية الأمريكية» تقول:«الدبلوماسية الأمريكية التي تحركت في أكثر من جهة، لم تعد تضع الحرب على العراق، كنقطة حوار، ربما لأن الأمريكيين يعتبرون سقوط صدام مسألة وقت لن يطول، ولأن الحرب تأخذ مسارا يبدو أخطر بالدخول إلى بغداد التي لن تكون جنتهم على الأرض.. أمريكا تعترف من الآن أنها على مشارف المستنقع الذي طالما خشيت منه، على الأقل والبغداديين بالذات لا يخفون علانية إحساسهم بالكراهية للأمريكيين الذي قتلوا أطفالهم باسم «الديمقراطية».. حرب العراق سوف تكشف لنا مدى عمق المستنقع العراقي، لأن سقوط الأمريكيين في بغداد أمر وارد، والذي لا يبدو ورادا هو مدى تحمل الإدارة الأمريكيين لتلك الخسائر في صفوف جنودها..» وتعلق الصحيفة عن «السيناريوهات المرتقبة في العراق خلال الأيام المقبلة، و تقول ان الذين جاءوا ليغيروا مصير العراقيين لم يسألوا أحدا من البسطاء العراقيين الذين يشكلون أكثر من نصف السكان، عما يريدونه.. أمريكا جاءت لتفرض حكومة أخرى و نظاما آخر، و لصنع منظومة سياسية أخرى، ولإجبار الشعب العراقي على أن يقوم بدور التلميذ الذي يجبره أستاذه على استيعاب الدرس جيدا.. طبعا هذه هي الديمقراطية الأمريكية التي لا تخرج أبدا عن البراغماتية الأمريكية المرفوضة دوليا..».