أعادت أحداث لقاء الجمعة الماضي إلى ذاكرتي سلسلة من الوقائع والتفاصيل المتقاربة سواء على الصعيد الميداني أو على صعيد الطرح. * فعلى الصعيد الميداني تذكرت أحداث لقاء الهلال والنصر.. وكيف خرج الخوجلي والخثران والداود من تلك الموقعة مثل الشعرة من العجين وكأن اللقاء كان يجري بين أساسي ورديف النصر(؟!). * ثم تذكرت ما جرى خلال لقاء القادسية والنصر منذ أيام.. وكيف ان الحكم «نسي» ان يعاقب الحقباني وعاقب بدلاً عنه لاعباً قدساوياً «على حد تبرير برنامج التبريرات» المدعو صافرة (؟!). * وبحسبة بسيطة لما جرى خلال لقاء الهلال والنصر ثم لقاء القادسية والنصر.. يتضح وبالاجماع ان هنالك (أربع) حالات طرد لا تقبل النقاش. * فإذا أضفنا إليها حالتين أخريين حدثتا في لقاء الجمعة لكل من سيزار والخوجلي ستصبح الحسبة (ست) حالات كل واحدة منها أوضح من الأخرى.. هذه فقط محصلة ثلاثة لقاءات هذا عدا السهو، وعدا أحداث ووقائع أخرى حدثت خلال لقاءات غير منقولة وتناولتها بعض الأقلام(؟!). * أما على صعيد الطرح فلا أجد ماهو أنسب وأقرب إلى الذاكرة من «معلقة» لأحد الزملاء في هذه الجريدة نشرت من أيام.. تلك المعلقة التي يبدو انه أعدها تحت تأثير حالة من الانشكاح التام على رأي استاذنا مشعل السديري. * حيث تحدث الزميل بإسهاب شديد عن تميز فريقه المفضل بالحصول على جوائز (اللعب النظيف).. دون ان يتطرق من قريب أو بعيد إلى العوامل التي «وفرت» ذلك التميز وهل كانت مبنية على أسس منطقية وقانونية نظيفة طالما ان المسألة نظافة في نظافة.. أم انها جاءت في سياق وضمن العمل لما هو أبعد من مسائل جوائز اللعب النظيف بكثير (؟!!).. وأعتقد ان الزميل (فاهمني) تماماً. * ولم يخبرنا الزميل الطيب جداً على ما استند في تفاخره ذاك.. كذلك لم يقدم للقارئ الكريم أي ملمح أو شاهد استدلالي يدعم موقفه.. أيضاً لم يتطرق إلى دور التصريحات النارية ودكة الاحتياط في توجيه معظم تلك الجوائز وغيرها من الجوائز الأخرى بل اكتفى باللف والدوران حول الجائزة وأبعادها ومعانيها كنتيجة وليس كأحقية (؟!). ولكي نضع القارئ العادي، أو غير المطلع على شروط حيازة ذلك اللقب الشرفي الذي نحظى ونشجع على السعي لتحقيقه وفقاً لشروطه وأسسه الخالية من المجاملات والأشياء الأخرى.. أقول لكي نضع القارئ الكريم في الصورة لابد من توضيح بعض النقاط في هذا الجانب، والتي تتم الاستحقاقات بموجبها وعلى ضوئها. حيث تعمد الجهات المختصة في نهاية كل موسم أو دورة رياضية ترصد لها جائزة اللعب النظيف إلى عملية حسابية ونقطية تلعب فيها البطاقات الملونة دور العامل الأهم والأكبر.. بحيث ان الفريق الذي يخرج بأقل عدد من البطاقات يكون صاحب الحظ الأوفر، دون النظر إلى مدى أحقية هذه البطاقة أو تلك، أو مدى دور المجاملات في ذلك لأن ذلك ليس من شأنها أو اختصاصها بقدر ما يعنيها رصد النقاط. من هنا يتضح الفارق بين الاستحقاقات المشروعة والمبنية على الأسس الصحيحة وبين الهدايا والمجاملات على طريقة تهادي الأهداف أو على طريقة قرارات اللجان (إياها)؟!! المعادلة المقلوبة؟! من المتعارف عليه بداهة ان انصار النادي - أي ناد- يقل حماسهم نوعاً ما، ويتقلص تفاعلهم عندما يبتعد ناديهم عن منصات التتويج وتحقيق الإنجازات لمدد طويلة.. ولكن ان يحدث العكس وبمقدار (180) درجة فهذا ما لايمكن فهمه أو استيعابه أياً كانت التبريرات والذرائع (؟!). مبعث الدهشة هنا يدور حول انقلاب أحد المحسوبين على النادي الأهلي، حيث ظل يتمسح بأهلاويته ردحاً من الزمن من خلال ما يطرحه بين الفينة والفينة على صفحات الصحف التي عمل بها كمسؤول من الدرجة الثالثة. كلنا يعلم ان الأهلي ابتعد قسراً عن تحقيق البطولات لفترة ليست بالقصيرة.. وخلال تلك السنوات العجاف لاحظ الكل تهافت بعض الأقلام على الظهور إما للتنظير وإما بادعاء الغيرة، وإما برش الرؤى والمعرفة أمثال صاحبنا مثار الموضوع(؟!). العجيب ان يأتي هذا (المروق) في غمرة انتصارات قلعة الكؤوس، وعودته إلى ارتياد المنصات تباعاً وعلى أكثر من صعيد وأكثر من مستوى (!!). أما الأعجب فلعله يتمثل في مقدار التعاكس الأحادي الفاضح بين ما شاهده الناس وأجمع عليه الخبراء وغير الخبراء، وبين ماردده «مغير جلده» وكيف عكس الأمور على طريقة (فيصل القاسم) كأندر ما يكون الانحياز المنبعث من اللاوعي.. ليتبخر في فضاء اللاحرج. عموماً لايضير الأهلي ان يتواجد في سلته بعض البيض الفاسد فالأيام كفيلة بقذفه إلى السطح ومن ثم إلى المكان اللائق به. إضاءة