لقد كتب الله عز وجل لهذا الدين القيم الخلود حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وجعله أفضل الأديان وأكملها:اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً يقوم على أصول ثابتة وقواعد راسخة صالحة لكل زمان ومكان، وشاملاً لكل ما يصلح به أمر هذه الأمة في دينها ودنياها. وإن من الأمور التي جاء بها وحث على القيام بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا الأمر العظيم الذي عن طريقه اكتسبت هذه الأمة وصف الخيرية قال الله تعالى:كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله . والواقع التاريخي والتشريعي لعمل المحتسب يبين أن الحسبة نظام إسلامي أصيل، بدأ مع نزول النصوص الشرعية التي جاءت تأمر وتحث على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ونظام الحسبة هو الجهاز الرقابي الذي بدأ العمل به في تأريخنا الإسلامي للنهوض بمستوى المجتمع الإسلامي دينياً وحضارياً وأخلاقياً وإدارياً وتربوياً وصحياً، ويرجع ذلك إلى عصر النبوة حيث تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وفعلها خلفاؤه من بعده إلى أن أصبحت من النظم الإسلامية الأساسية في الدولة الإسلامية. ويرى بعض المؤرخين أن فكرة الحسبة بالمفهوم الفعلي قد ابتدأت مع البدايات الأولى لنشأة المجتمع الإسلامي في المدينة النبوية حيث كان من حق أي مسلم أن يمارس الحسبة فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.