إنها الكاتبة والشاعرة «هدى بنت فهد المعجل» والمشهورة ب« نجدية سدير».حجزت لها مكانا بين شعراء عصرها، ولها الكثير من القصائد الجميلة، سنتناول بعضها بإيماءة قلم لظروف هذه الزاوية، ولعل متابع شعرها يجده في ديوان مطبوع خلال الأيام القادمة، وقد طرقت بحور الشعر المختلفة، وأغراضه العديدة، فدعونا نبحر مع «نجدية سدير»: نستهل بهذا البيت وفيه التصريح الصريح باسم الشاعرة: كنت اظنك سابقاً شخصٍ فريد لين قيل بسبتك ضاعت «هدى» وفي الغزل العفيف هناك قصيدة جميلة بعنوان «فكر أجوف» تحمل الكثير من المرامي البعيدة: هي تدور.. الأرض أو هي جاذبية ما درى ولد الآكابر.. يا حسافه وصرت اشكك في حقيقة ها لهويه دققوا معنا النظر. لو به كلافه ثم تصل بالشكوى لمرحلة الفراق.. ولكن!! حتى الفراق لا بد أن يكون بلطف، ربما تقديراً لما مضى، وربما لتهذيب ولطف صاحب الأسى: خذ هواك وكفنه.. جته المنيه بس لو تسمح.. تكفنه.. بلطافة ولها أيضاً: شهد همس المطر.. دمعة جروحك وجيت اكحلك.. وأعميت عيني ولقيت الصدق يشرب كأس بوحك ويروي من عطش.. روحي حنيني ما أصعب الغياب عندما يقاس بمقياس شاعرتنا لهذا الأسبوع: يضيق الكون وتضيق المسافة إذا غابت عن اهروجك شفاتي وإذا طال الزمن زاد انحرافه ويصعب وقتها تجميع ذاتي وقصيدة اللوتس لمن لا يعرف اللوتس ومنها: عادة «اللوتس» إذا اشتد النزاع ترفع عن كل سقطات الذنوب وتنحني للذل قامات ويراع وقامة «اللوتس» شموخٍ في عذوب وعندما تمتزج الشكوى بالألم، قد نسافر بعيداً، لعل وعسى: جف النبع في شفتي وانثنى عود واهتزت الاعواد.. كني يتيمه واهتز غصنٍ أول العام موجود وما ينفعه لو قالوا اليوم ديمه وتختم غرض الغزل بهذه الأبيات الجميلة من قصيدة أجمل: لبيه.. يا داعي النسمات والنشوى إن ما كسيتك.. وله.. ما ضامتك عيني واياك أحلق وأسامر نجمة السلوى وتنام كل المداين في بساتيني وهناك قصيدة جميلة على بحر الهجيني وفي هذا دلالة على ان شاعرتنا طرقت عدة بحور شعرية وذلك من تمام شاعرية الشاعر، ومنها: أصدق إذا قلت ما ابيها المرجلة.. والفكر خاوي والمرجلة في مباديها ما ترتدي بشتك الهاوي هل القافية تعتبر رأس مال؟ نعم وشواهد التاريخ كثيرة: زل الحصاد.. وحل فصل العناكب بأوزان شاعر راس ماله قوافيه ثم ترتدي شاعرتنا ثوباً من العزة والشموخ في هذه الأبيات: بين رأس المجد واقدام النزول موقف في ناظر الشيمة فرق تعتلي قمة جبالك ما تطول عزتي من دونها جهد وعرق ترتطم بالغيم ويصيبك ذهول وإن شعلت النار فيها تحترق ولها وقفة وفاء مع الأم بقصيدة طويلة منها: ودانت لك دويلات الفكر مع شبت سراجه نثر واوزان في بحر الشعر تسبح خياليه ويفرد لك جناح الذل رحمة فوق منهاجه يا «يمه» جملة اشعاري اقدمها بصفا نيه ومن الأم الى الابنة وما أجمل القصيد في كليهما: طفلتي هي دوحتي ظل الامان طفلتي بلسم كياني ونظري ان طلبتي مهجتي جيبت بثوان كنك بقلبي وعيني وبصري يا إلهي خالقي رب الجنان الطف ب«عبور» نبضي جوهري ولها وقفة تأن قوية في قصيدة جميلة، في موطن داخل موطن، دعونا نتعرف على موطن الشاعرة: يفز قلبي كل ما قالوا «سدير» الله يا كبر الغلا في فؤادي من خلقة الدنيا وأنا أفز وأطير «سدير» عشقي غايتي هي مرادي الخير فيها ديرتي منبع الخير ورغم البعاد «سدير» شربي وزادي لا «جنيف» لا «لندن» ولو قيل «أغادير» حتى ولا «لبنان» مثلك بلادي وهنا دعوة مفتوحة لكل الشعراء والشاعرات: مدري متى نشفي غليل القصايد حتى نؤرخ دورها في فلسطين صرخة واظن الكل مل الوعايد إلى متى واحنا كذا شبه لاهين وهذه الأبيات على نظرية شاعرنا الكبير الحميدي الحربي عندما اطلق مسماة الشهير «مجلات العبث الشعبي»: الشعر يا للأسف غارق بسياته ما يشبه ابد تاريخ جداني كلٍ يدون فقط سخفه وعثراته هذا الوجع عايش في عمق وجداني واستنسخوه بعبث قادو مجلاته مثل السفينة بلا ربان قوماني ولأن المركب مصيره الشاطئ، فأرجو ان تكون رحلتكم ممتعة مع شاعرتنا لهذا الاسبوع ونتمنى لها التوفيق والنجاح. فوزان الماضي