اثار شجوني للكتابة الزميل الصديق الاستاذ حمدين الشحات بعد ان صام قلمي لفترة من الزمان بسبب بما تمر به منطقتنا العربية من احداث وما ينتظرها من اخبار نسأل الله الا تكون سيئة ونرجوه ان يجنبنا والمسلمين شر الفتن ما ظهر وما بطن. حمدين رجل مثقف وانا اغبطه حيث انه يعيش في عاصمتنا الحبيبة الرياض رياض الخير والمحبة والسلام والتاريخ الرياض التي تحتل جزءاً في قلبي وتفكيري وهي التي قال فيها اديبها عبدالله بن ادريس: هي الرياض وما احلى روابيها مغرزات ووادي الوتر يسقيها يحوطها النخل من شتى جوانبها ويمتلي السوق من خيرات واديها في كل صيف وفي كل شهر من رمضان اهوى ان تحط رحالي فيها ازور وسطها وهناك اشم رائحة التاريخ عند جامع الامام تركي بن عبدالله واقرأ سرور الناس وانبساطهم وهم ينعمون بليل الرياض الدافئ يحيط بهم الامن والامان والسلام من كل جانب في بلد تتوقد الارواح الى فداه وترتفع الايدي الى خالقها بأن يحفظ ولاة امرها. وفي الرياض حيث يعيش الصديق حمدين لا يفوتني ان ازور مكتبات الكتاب المستعمل ففيها كثيرا عثرت على ضالتي من الكتب او المجلات فأعود الى الجنوب محملاً بما استطعت شراءه واتذكر انني حاولت البحث عن مكتبة قيس واظنها تعود للكاتب محمد عبدالله الحمدان الذي يتحفنا بموضوعات كثيرة في مقاله اعتاد ان يضع لها عنوانا «اكثر من موضوع».. صديقي طلبت ان اعطيك رأيي في موضوع تحدثنا فيه من قبل وليست الاشياء بأسمائها فكنت لمت الكاتب تركي العسيري ابن بيشة على ان اعاد نشر مقالة له في الصحيفة الوليدة التي تنطلق من احضان جنوبنا الحبيب واعني صحيفة الوطن وسبب عتابك له انه سبق وان نشرها في الجزيرة ويومها رددت عليك وقلت تركي كاتب وقاص ولا يعني انه اعاد نشرها من فقر ثقافي او فكري ألم به ولكن ربما لأن الصحيفة لم تخدم نشر مقاله الاول فأعاد نشر المقال في صحيفة اخرى والله اعلم، غير انك رصدت موقفاً مشابهاً مما دعاك الى تذكر ردي عليك وطلبت بأن اعطيك الرأي وعموماً يا حمدين كن ليناً سهلاً ناقداً لا منتقداً خاصة وانك تتمتع برؤية جميلة في الكتابة، حاول ان تسخرها في عرض الاراء والافكار والحوار والمناقشة الهادفة ولا تجهد نفسك كثيراً بمتابعة كاتب اعاد نشر مقالة او كرر نفسه في مقالة لاننا لو اردنا ان نفرغ انفسنا لهذا الجانب لذكرت لك اسماء تكرر موضوعاتها وتكتب في موضوعات اخرى استهلكت واسماء لا تجد ما تكتبه فتعمد الى عرض همومها الشخصية ومشاكلها العائلية وكم من الكتاب من الذين نقدرهم ونجلهم اعطوا مساحات وزوايا لم يستغلوها احسن استغلال وكم من القراء اجادوا وافادوا «تضن» عليهم الصحف بالنشر وكم كتاب سخروا زواياهم للمدح والقدح والبعض يتحدث عن الفضيلة وكيف تكون شهماً جواداً كريماً خلوقاً ونحن نعرفهم تمام المعرفة، فلا تجهد نفسك بمتابعة هؤلاء وهؤلاء ودع الخلق للخالق ولا تحاول الاكثار من المقالات النقدية فترصد الاخطاء والعثرات بعيداً عن السنة الشرعية التي علمتنا عندما ننتقد امراً ان نقول ما بال اقوام فعلوا كذا او قالوا كذا والا تستعدي زملاء الحرف والكتابة وقد قيل يا صديقي انا قلت في البداية انك اثرت شجوني للكتابة اتعلم لماذا اولاً للسبب الذي ذكرت وثانياً لان الكتابة طريق القراءة وثالثاً لان الجزيرة التي تعلمت فيها رسم الحرف وكتابة المقال منذ عام 1416ه بخلت علينا وهي الكريمة فيما تجود به اقلامنا ونحن من كنا بالامس فوارس العزيزة اذا تذكر كنا نكتب ونزاحم الكتاب بارائنا وافكارنا غير ان الجزيرة ضنت علينا وما كانت ومالت لاسماء واهملتنا لكن سيبقى الود لها ما بقيت الحياة فلا اتذكر ان نمت ليلة قبل ان تصافح عيناي صفحات الجزيرة ودمت يا حمدين ودامت الجزيرة والعزيزة. اذا كنت في كل الامور معاتباً صديقك فلن تلقى الذي تعاتبه