مضى عام.. واقبل عام.. وقصر العمر عام.. وزاد الأمل عام.. مضى عام وكم في هذا العام حقدنا وكرهنا.. وحملت صحائفنا الخطايا.. مضى عام.. ولم نسأل أنفسنا كم مرة في هذا العام.. وفي هذه الشهور والأيام والساعات.. كم مرة بكينا لدمعة يتيم وحزنا لصرخة مظلوم.. وتألمنا لمرض مسكين في هذا العام.. كم مرة جاءت أيدينا بوريقات تشبع جائعاً في أفريقيا.. او تعين مريضاً في آسيا.. او تبني مسجداً في أمريكا او تكافئ حافظاً لكتاب الله في أوروبا.. مضى عام.. ودعنا فيه الكثير على أمل لقائهم ولم نرهم.. لأن المنون أسبق فلن نراهم.. مشينا في جنازة من نحب سألنا الله لقياهم في جناته.. ودعنا فيه الكثير وابتهجنا لقدوم الكثير الكثير فكم من أم فرحت بلقاء زهرة من زهور بستانها في هذه الحياة.. وكم من أب سعد بأريج تلك الزهور وكم سعدنا لضحكات طفل ازاحت هم الدنيا عنا لحظات وتمنينا لهذا الطفل اجمل الأمنيات.فكما الزهور للآباء والأمهات أنتم اعزائي قراء جريدة «الجزيرة» هذه دعوة مني لمحاسبة النفس وهي أيضاً أمنية بأن عامنا الجديد أحلى بإذن الله.