أنا إنسانة شفافة ملتهبة المشاعر تأسرني الكلمة الجميلة والعبارة الرقيقة كنت أحلم بزوج يسطر لي الحب يقول لي أنا رجل، لا أريد أن تأمرني أي امرأة في العالم حتى لو كانت زوجتي. يكرر هذا الموال على مسامعي حينما أطلب منه شيئا أو أرفض بعض تصرفاته السيئة دائماً يحرجني عند الآخرين. لا يقبل التفاهم معي جلب لي الهم والنكد. أشقاني وحطم مشاعري أنا في نظره مجرد قطعة أثاث موجودة في المنزل. يعزم الضيوف ولا يخبرني بذلك وأتفاجأ بحضورهم وعندما أواجهه لماذا لا تخبرني بذلك حتى أتمكن من استقبالهم بالشكل المطلوب يرد علي «هذا أنت الآن عرفتي وش اللي صار انقلبت الدنيا وسواء عرفتي، ولا ما عرفتي كله مثل بعضه وأرجوك لا تنتظري مني أن آخذ رأيك أو استشيرك في أي شيء، أنا رجال البيت ولن تأمرني امرأة». منعني من زيارة صديقاتي، وإذا اتصلن علي بالهاتف يرد هو عليهن ويقول لهن الرقم غلط. وكلما أعاتبه على ذلك يقول لي بكل استهزاء «صديقاتي صديقاتي» أنت الآن امرأة متزوجة، وأنا ما أحب يكون لزوجتي صديقات. ومن الآن عليك أن تقطعي علاقتك بهن، ومن أنذر فقد أعذر. بعد ذلك قطعت علاقتي بصديقاتي من أجله ولم يكتف بذلك بل قام بإلغاء الهاتف الموجود في المنزل فاضطرني أن اشتري جوالاً بدون علمه حتى أستطيع مكالمة أهلي. لم أحاول معاندته بل أخذته على قد عقله . لم يتغير في تصرفاته، ولا في سلوكه معي بل تمادى أكثر وأكثر أخذ في العناد والاستبداد في مضايقتي بشتى الطرق. دعتني شقيقتي لحفل تخرجها من الجامعة وأخبرت زوجي حتى يكون لديه خبر وحتى لا يفاجئني بضيوفه الذين ينهالون عليَّ في أي لحظة. لم استغرب ما فعله ذلك اليوم حينما اتصل بشقيقه وزوجته ودعاهما للعشاء مما حال بيني وبين الذهاب لحفل شقيقتي، لم يعمل شيئاً طيباً يشفع له عندي. كان يعمل الشيء الذي يرفع ضغطي. استمررت في البحث عن السعادة الضائعة التي ليس لها وجود في حياة، وكيان هذا الرجل. ولكن لا حياة لمن تنادي لو استمررت أبحث عن الحب والمشاعر الرقيقة والتعامل بحس مرهف العمر كله لن أجده مع هذا الإنسان. لقد وضع الأحاسيس والمشاعر الدافئة وجمدها وأدخلها في الثلاجة وقفل عليها بالمفتاح لقد أعطاها إجازة مدى الحياة. ان المرأة التي دفعت ثمن تمرده عليها غالياً.. لم يحالفني نصيبي في زوج المستقبل شريك الحياة بل أوقعني حظي في من لا أريد، أوقعني في الهاوية، في إنسان منغلق على نفسه جاف في تعامله.. مشاعره ميتة لا يعرف من قاموس الحياة الزوجية سوى «خذ وهات». حاولت جاهدة أن أغير بعض تصرفاته ولم أستطع {إنَّ اللهّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً}. قلت له في أحد الأيام إنني متعبة وأريد أن أخرج لأي مكان أريد أن أشم هواء يا أخي حرام عليك قال سوف نخرج في الشهر مرة واحدة ولك ساعة كاملة لتغيير الجو. قلت له ساعة فقط هذه مسافة الطريق قال لك ساعة كاملة من غير مسافة الطريق. قلت له لا والله الكريم وكريم جدا لماذا يا زوجي تحسب الساعة والدقيقة في مكان جميل أذهب إليه أنا وأنت. أنت ما سمعت الأغنية اللي تقول كلماتها «تناظر الساعة وليش مستعجل أحد معه خله ويناظر الساعة». وأنت يا زوجي تحسب الساعة على زوجتك.. رد عليّ بعصبية وقال: «أنا تراجعت في كلامي ما فيه خروج حتى لو دقيقة واحدة. وبعدين وش الأغاني اللي تقولينها أنت مراهقة الى الآن». «ويا فرحة ما تمت». الظاهر أن حظي نحس واللي ما عنده حظ مسكين. وفي أحد الأيام سمعني أتكلم بالجوال مع والدتي.. مما جعله يفقد أعصابه. أخذ الجوال مني ورمى به من الشباك بعد تصرفه الأحمق، قررت أن أسدل الستار على عش الدمار والحرمان بعد أن أصابني الملل والاكتئاب النفسي من الحياة الرتيبة الكئيبة التي عشتها في كنف هذا الرجل الذي أشعرني بأني امرأة مطعونة في كرامتها. طلبت الطلاق منه غير نادمة عليه لأني أكره الرجل الذي يدير ظهره للمرأة ويسفه ويتجاهل مشاعرها ويعاملها بكل سلبية.. باسمى المعاني وأحلى الكلمات. لم أبحث عن المستحيلات الثلاثة كل ما تمنيت هو إنسان يصغي لي إذا تحدثت معه. يجعل لي وجوداً ويعاملني برحمة، ولا يلغي وجودي كامرأة لها رأي وشأن مثل باقي الخلق. لم يناقشني في موضوع ما لم يشعرني بأنني امرأة لها إحساس وشعور، هو يتصرف هكذا بلا مبالاة، يعتقد أن الرجل صاحب الشخصية