نتحدث هذا الأسبوع عن شاعر لم يبحث عن الشهرة والأضواء، شاعر برغم قلة نشره إلا أن أشعاره مطلب الكثير، شاعر اتسم شعره بالأصالة والجزالة طرق جميع أبواب الشعر أجاد فيها جميعا، له موقفه الثابت من الشعر الحداثي وسنتطرق الى ذلك في نماذج أشعاره. شاعرنا هو الشاعر القدير تراحيب بن سويلم العتيبي لن أطيل في حديثي عنه لنحلّق سوياً في فضاءات ابداع هذاالشاعر الكبير.. دخل طوابير الشرف خادماً دينه ووطنه فأنشد يقول: مادخلنا في طوابير الشرف نصابه كاتبين أرواحنا تحت العلم معدومه دون دار القبلتين الموت مرحبابه في سبيل الله نموت ولا احدٍ يسبق يومه مرخصين أعمارنا دون الوطن وترابه من يسوم أرواحنا بعناه بأول سومه تحت رأي الفهد واخوانه أسود الغابه لو تروح أرواحنا دون الحرم مرحومه وفي سمو ولي العهد واهتمامه الأزلي بالفقراء واليتامى قال: يا مبدل دموع اليتيم ابتسامه دفنت سهره واهتنا بالمناما أمنت خوفه بالكرم والشهامه ومسكن وتعليم وشراب وطعاما رسمت للفرحه بوجهه علامه حبه بقلبك ما يفكه لحاما تغنى كثيراً بشفاء سمو النائب الثاني ومن ضمن ما قال: علم الدكتور يشتال موسه والمقص لا يعود لسيدي قل طويل العمر قام شالها باسم الجلاله وبالسيف العقص راية التوحيد يمشي بها خمسين عام حنكته ماهي خرافه ولا معجم قصص السيايه من فهد والدروس من الامام للحكمة نصيب كبير من شعره نختار هنا انموذجاً لذلك يقول: لا تغرك يا فتى دنيا الورى لو تدوم لحي دامت من سنين قم بدينك وأنذر اللي ما درى وأعبد الله لين يأتيك اليقين الهوى والنفس بالسوء أومرى والأمل غدار وابليس اللعين لو وصلت النجم ترجع للثرى كل ما سويت فالدنيا يبين أما عن موقف شاعرنا من الشعر الحداثي ففي تساؤل للشاعر محيل بن سويلم وجهه له حيث قال: أنا محتار في شعر الحداثه ولا أعرف عن حسينه من خباثه بحثنا عنه في كل النواحي لكني فيه ما أجيد البحاثه والا يا هل المعرفه فهموني وراع الفكر يفهم في تراثه حيث جاء شاعرنا على تساؤل أخيه.. قال: يا ناشد عن مفاهيم الحداثه جديد الشعر سموه الحداثه قصيدٍ بالصحافه ينشرونه ولا تعرف سمينه من غثاثه يرصون الكلام بلا معاني تقول انه من أحلام الضغاثه يبثونه عبث عبر الوسائل والا ياليت من يمنع بثاثه شاعرنا يهوى الطبيعة بجمالها الخلاب وهنا يبدع في وصف جانب من جوانبها.. يقول: ما حلا صوت الرعد في مقاديم الهلل وزين ضوح البرق تسري عليه بلا نعال في مفاض رمثها ما يشب من البلل من خيال اليوم واقبل من المنشأ خيال من مقاديمه سقاها وقفاها علل وأصبحت من كل الأعشاب كاسيها جمال الخزاما والنفل ريحها يبري العلل كل ما ذعذع هواها صبا والا شمال وعن عزة النفس يقول: نظرتي يم جاري ما تخيل والنظر ما يلد لجارتي ما التفت للقصير وللطويل لو بلمحه وراء نظارتي لو دعتني ليا غاب الخليل عزة النفس هي تجارتي جلس مع بعض الشباب المقبلين على الزواج وكانت أمنياتهم مادية هذا يريدها ابنة تاجر والآخر يريدها معلمة ذات مرتب كبير ولم يهتموا ويكترثوا بالنسب واصحاب الكرم والجاه.. فقال مخاطباً إياهم عندما سألوه: عشقتي بنت أكرم الحي حلال العقود عشقتي يوم ان كلٍ تعب لعشاقته بنت من خطار ابوها يعشيهم قعود والضيوف اللي بعدهم عشاهم ناقته بنت حلال المشاكل وفكاك القيود كم سجينٍ فك سجنه وجاب اطلاقته بين فعله والمكارم مواثيق وعهود مثل دعوى شن يوم التقى باطباقته داخلٍ سوق الشكاله ولد واليوم عود كل من حاول يجاريه عقب ساقته ومن قصيدة جميلة له يقول: يا عاذل القلب خله شاف من عافه ما أطيع عذال وهمومي تهاوتني يا راكب اللي يفوق الوصف بأوصافه خله يشم الهواء من ضيقةٍ جتني ليا دار سلفه ودار الهوب حذافه يمحي هجوس الضمير اللي تولتني خله يبوج الفيافي عقب ميقاته يشيلني من هموم فيه شالتني وإلى اللقاء مع شاعر آخر..