ذكرت الصحف التركية اليوم السبت أن البرلمان التركي ينعقد الثلاثاء لمناقشة انتشار وحدات مقاتلة أمريكية في تركيا تحسباً لحرب محتملة في العراق، بعد التوصل إلى اتفاق حول التعويضات المالية التي تطالب بها أنقرة. وذكرت صحيفة ملييت أن الحكومة التركية أبلغت واشنطن أن البرلمان التركي سيناقش الثلاثاء مذكرة من الحكومة تسمح بانتشار جنود أمريكيين من سلاح المشاة في تركيا. لكن أنقرة مررت أيضاً رسالة إلى واشنطن بأن «نقاط الخلاف الأخيرة» في المحادثات الأمريكية التركية المتعلقة خصوصا بتدخل مشترك تركي أمريكي في شمال العراق يجب تجاوزها قبل الثلاثاء. وبحسب ملييت فإن تركيا تطالب بنزع السلاح من الفصائل الكردية في شمال العراق الخارج عن سلطة بغداد منذ 1991 بعد الحرب. وذكرت صحيفة حرييت الواسعة الانتشار أنه سيتم دعوة النواب الأتراك للتصويت الثلاثاء على نشر قوات أمريكية بعد التوصل السبت أو الاحد إلى اتفاق بين أنقرةوواشنطن. وبحسب الصحيفة يتعلق الخلاف بين البلدين أساساً بمسائل مالية، إلا أن خلافات أخرى برزت تتعلق بدور الجنود الأتراك الذين تريد أنقرة إرسالهم إلى جانب الجنود الأمريكيين إلى كردستان العراقية. وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة تريد حصر هذا الدور بالمهمات الإنسانية في حين يريد الجيش التركي أن يكون له «هامش مناورة أوسع». وتريد أنقرة منع إنشاء دولة كردية مستقلة في شمال العراق والقضاء على آخر معاقل حزب العمال الكردستاني الذي يضم أكراد تركيا المتمردين الذين لجأوا إلى الجبال في شمال العراق. والجمعة اعتبر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أن البرلمان التركي قد يناقش مطلع الأسبوع المقبل إرسال قوات أمريكية إلى تركيا في إطار نزاع محتمل مع العراق بعد تقدم في المحادثات مع واشنطن حول التعويضات المالية. وأكد باول أن «مسائل ما زالت عالقة» في هذه المفاوضات وأنه «يمكن تسويتها». وفي موسكو أعلن نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف أمس السبت أن روسيا تعارض قراراً يدعو إلى استخدام القوة تلقائياً ضد العراق. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن فيدوتوف قوله «مازلنا نعتبر أن قراراً دولياً جديداً حول العراق ليس ضرورياً» في الوقت الراهن. وأضاف في حال رفع قرار «يجب أن نطلع على مضمونه»، ومضى يقول «إننا ضد قرار يدعو إلى استخدام القوة تلقائياً». ولم يوضح فيدوتوف ما إذا كانت روسيا ستختار استخدام حق الفيتو أم لا، في حال طرح قرار يدعو إلى اللجوء إلى القوة للتصويت عليه.ولم تكن موسكو حتى الآن واضحة بشأن استخدام محتمل للفيتو مشيرة إلى أنها لا تستبعد ذلك. والجمعة أكد البيت الأبيض أن الأمريكيين سيرفعون الأسبوع المقبل إلى الأممالمتحدة مشروع قرار ثانياً حول العراق، ربما الاثنين. وأفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن قد يتخذ قراراً بشأن هذا النص مطلع آذار/مارس بعد لقاء جديد مع رئيسي المفتشين الدوليين. وسيشير «هذا القرار بوضوح إلى ان العراق لم يحترم القرار 1441» الذي يلزمه بنزع أسلحته لكنه لن يتضمن «مهلة نهائية» بحسب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كولن باول.