ما كنت أحسبني وأنا أقوم بزيارة العم الوجيه/ محمد السليمان العبد الله النملة في مزرعته في البكيرية في أول شهر ذي الحجة من العام الماضي ومعه نجله المهندس سليمان أني سأكتب في رثائه بعد سنة كاملة، وقد اختاره الله - تعالى - قبل يومين، والعم الوجيه - رحمه الله تعالى - هو من قدماء العسكريين في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى صار قائداً للحرس الملكي في عهد الملك سعود - رحمه الله - ثم قائداً للمنطقة الجنوبية في عهد الملك فيصل - رحمه الله - وهو من الذين وضع لهم الثناء الحسن بين أفراد الأسرة خاصة، وبين أعيان المجتمع من عسكريين ومدنيين عامة، وما ذلك إلا أثر من آثار أعماله الخيرية المختلفة من بناء المساجد، ومتابعتها، ودعم المشاريع الخيرية، وجمعيات البر المنتشرة، وخاصة في محافظة البكيرية، الذي يعتبر أحد كبار الداعمين لها، وكذلك ثمرة جهوده في جمع أفراد الأسرة، وتفقد أحوالهم/ وقد جبله الله على الكرم والتواضع، ودماثة اخلاق، وحب للخير، وغير ذلك من الأخلاق الحسنة التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق»، وما إخال العم أبا عبد الله إلا اجتمعت فيه أركان المروءة، التي ذكرها الشافعي في قوله: «أركان المروءة أربعة: حسن الخلق، والسخاء، والتواضع، والنسك» كما ذكر البيهقي في سننه. ولقد كان شيخنا العلاّمة محمد العثيمين - رحمه الله - يشجع على الكتابة عن أهل الفضل، لأن في ذلك دعوة إلى الاقتداء بهم، كما أن فيه تذكيراً بالدعاء لهم، وختاماً إذ أقدم العزاء لأبنائه الأفاضل، لأدعو الله عز وجل أن يغفر له، ويوسع مدخله، ويفسح له في قبره، وأن يسكنه فسيح جناته، مذكراً بحديث عن مسلم عندما قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيت الرجل يعمل الخير، ويحمده الناس عليه، قال: «تلك عاجل بشرى المؤمن» يقول النووي: «قال العلماء: معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير، وهي دليل على رضا الله تعالى عنه ومحبته له فيحببه إلى الخلق، والله من وراء القصد.