في وقت ذهاب العلم وانقراض العلماء الربانيين فجعنا يوم الخميس 27/11/1423ه بوفاة العلاَّمة الكبير والفقيه النحرير صاحب الفضيلة عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح بن حمد بن محمد البسام، المولود في بلدة عنيزة في عام 1346ه. عالم قضى وقته بطلب العلم وتدريسه والقضاء بين المسلمين، فلقد عَرَفتُه أروقة المسجد الحرام بدروسه العلمية الممتعة منذ عام 1372ه، وله نشاط في الدعوة والتأليف، فمؤلفاته زاخرة بالعلم والفقه والسنة والتاريخ والتراجم. وخير شاهد لذلك توضيح الأحكام وتيسير العلام، وعلماء نجد، والخزانة ورسائل وفتاوى، وتحقيقات وحواش، وردود وبحوث، نفع الأمة بها وجعلها من العلم النافع الذي يستمر للشيخ بعد وفاته. * لقد كان الشيخ مثالاً للقاضي العادل نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا وللداعية وللفقيه وللعالم، فنفع الله به الأمة. وله تلامذة درسوا على يديه الفقه وشتى فنون المعرفة وله مشاركات في المناقشات العلمية في الرسائل الجامعية. وكان عضواً في المجمع الفقهي التابع للرابطة والتابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وعضواً في مجمع الإعجاز العلمي، وعضواً لهيئة كبار العلماء، وعضواً في المجلس الأعلى لدار الحديث، ورئيساً للمبرة الخيرية في مكة والجمعية الخيرية لمساعدة المتزوجين في مكة، وعضواً في تحديد الحرم المكي وتحديد المشاعر وله جهود كثيرة ومثَّل المملكة في مؤتمرات عديدة. وكان آخر أعماله القضائية رئيساً لمحكمة التمييز بمكة. وأمَّ في المسجد الحرام بعد غياب الشيخ عبدالمهيمن أبو السمح مدة أشهر وأريد منه أن يكون إماماً رسمياً فاعتذر. * بعد هذه الحياة الحافلة بالنشاط والدعوة والتعليم والفتوى والمشاركات الدعوية والعلمية، ودّع الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام الحياة الدنيا بعد مرض ألمًّ به. جعله الله تكفيراً وتمحيصاً ورفعة في الدرجات، وأسبغ الله عليه وابل المغفرة والرضوان وجعل مآله إلى أعالي الجنان ووالدينا ووالديهم وجمع علماء المسلمين والمسلمين أجمعين.. غفر الله للشيخ عبدالله البسام، فلقد كانت وفاته ثلمة في الدين ونقصاً في العلم، خلف الأمة خيراً بعد وفاته.. وجعل مثواه بحبوحة جنانه.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.