من وحي قصيدة الأخ الكريم الدكتور سعد بن عطية الغامدي المنشورة في هذه الصحيفة الغراء بتاريخ 10/4/1423ه وبعنوان «يا ألف مليون». كتبت هذه الأبيات مشاركة مني في وضع اليد على الجرح فيما آل إليه واقع الأمة في هذا الزمن الذي نرى فيه كم من المؤامرات تحاك ضدنا وكم من التخطيط للنيل منا، فيما لا نزال في موقف المتفرج أمام هذا الزحف العدواني نحو حقوق ومقدرات الأمة. يا سعد أسمعتَ لو ناديتَ أحياءاَ لكنْ نداؤك يمضي مثلما جاءا يا سعد قومك في تيهٍ وفي عمهٍ وفي ضلال ونهج القوم قد ساءا بتّوا الحبال التي بالحق تربطهم وأعملوا في كتاب الله إقصاءا فلم يعودوا يَروْن الدرب إذ عَمِيت منهم عيون ترى الأنوار ظلماءا وعاد أمرهمُ بين الورى عجباً مَرْضَى ولكنهم لم يعرفوا الداءا يا سعد قد بُحَّت الأصوات من نفر من الغيارى يرون الداء أدواءا ظلّوا ينادون لكن ليس يسمعهم من قومهم أحد صُبحاً وإمساءا يرجون للأمة الهلكى محاسبة للنفس تعقب للرحمن إرضاءا لكن أمتهم في الوحل غارقةٌ لمَّا تولّت ويا للجهل أعداءا يسعى الغيارى لإدناءٍ لملَّتها لكن يريد لها الأعداءُ إقصاءا أما ترى بعض قومي في تهالكه على الحطام يرى هاء الهُدى راءا أما ترى بعضهم في الشرك قد وقعوا فأصبحت حالهم بُؤساً ولأواءا أما تراهم بجهل لا مثيل له رغم الشهادات. أقوى العلم إقواءا يا سعد قومك ذابوا في عدوَّهم واستمرأوا منه إفساداً وإلهاءا قومي استكانوا ولانوا وانتهوْا وغدَوْا لا شيء فعلاً وكانوا قبلُ أشياءا فلم تعد همّةٌ ترقى بهم شرفاً وأصبح الذمُّ عند القوم إطراءا ولم يعودوا يَروْن النُصح مسألة تهمّهم أو يروا في النصح إغناءا مليار قومي. صحيحٌ غير أنّهمُ غثاء لا يملكون اليوم إغناءا هم ألفُ مليون صفرٍ لا حساب لهم عدوّهم يحتويهم كيفما شاءا كأنهم شجر ظمآن حيث غدت أوراقه بعد قطع الماء صفراءا إن المآسي وإن جلَّت لأصغر من مأساة تقطيعنا بالكيد أشلاءا وكل داهية دهياء هيِّنة أمام إعمالنا في الدين إقصاءا يا سعد علَّة أقوامي تَفَرّقهم وأنهم تخذوا الأعداء أخلاَّءا وأن تسعين هدَّامون من مائة والضعفُ بادٍ بمن تلقاه بنَّآءا ونكبة الأمّة الكبرى تَحوُّلُها في غفلةٍ أمّة يا قوم بَلْهاءا فما هو الحل؟ قل لى هل ترى أمَلاً في ليل مأساتنا الدهماء قد ضاءا؟ أمَّآ أنا فاصطبارى لا حدودَ له وإن أكن من صنيع القوم مستاءا فالحل في نظري لطفُ الخبير بنا سبحانه ليس يجري غير ماشاءا