تعقيباً وتعليقاً على ما نشر في صحيفة «عزيزتي الجزيرة» بعنوان «غول سكتلندا والجن» للأخ حمد بن عبدالله بن خنين، العدد «11065» بتاريخ 11/11/1423ه الجن عالم غيبي مثله كمثل الإنسان مطالب بعبادة الرب جل وعلا كما جاء في محكم كتابه قوله تعالى: {$ّمّا خّلّقًتٍ پًجٌنَّ $ّالإنسّ إلاَّ لٌيّعًبٍدٍونٌ} فمنهم من امتثل لأمر الله وطاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من ضل الطريق فحقيقة لا احد ينكر وجودهم وأنهم خلق من خلق الله وهبهم الله قدرة عجيبة في كثير من الأمور وقد ذكر الكاتب عدة أدلة لا يمكن تجاهلها لورودها في الكتاب والسنة كقصتهم مع سليمان، ونحو ذلك، إلا انه من باب النقد الهادف لاحظت ان الكاتب وقع فيما حذّر منه وذلك من خلال استشهاده ببعض النصوص غير الثابتة والتي تعزى الى الإسرائيليات التي لا يجزم بتصديقها، ومن تلك الشواهد تحدثه عن رواية عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (خلق الله «سوميا») أبا الجن وقال له: تمنّ؟ فقال: أتمنى ان نَرى ولا نُرى وان نغيب في الثرى وان يصير كهلنا شاباً فأعطاه الله ذلك. فهنا لم يوثق الكاتب عمن روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أحياناً يروي عن كعب الأحبار الذي كان يكثر ويهتم برواية الأحاديث الإسرائيلية، ولا اظن ان أحداً يجهل ان ابليس هو ابو الجن وان الله قد طرده من رحمته فطلب من الله سبحانه ان يمهله الى يوم القيامة ويهب له الذرية وهذا الكلام لم آت به من بنات أفكاري ولكنما استوحيته من كتاب الله الكريم والحديث الشريف وعلى الكاتب أن يقرأ سورة الأعراف وغيرها من السور التي تؤيد كلامي فإبليس كان أول نزول له في الأرض عندما طرده الله تعالى لعدم سجوده لآدم عليه السلام ولتكبره واستعلائه لا لأجل ان يقضي على «سوميا» وقومه كما ذكر الكاتب، كذلك اسماء النفر الذين استمعوا للنبي صلى الله عليه وسلم وانهم ماتوا على الإسلام وصلى المسلمون عليهم يعتبر من قبيل الإسرائيليات حيث لم يرد دليل بالصلاة عليهم ولوا سلمنا مثلاً بصحة ذلك. فهل يعقل ان تؤدى الصلاة على من لم يغسل ويكفن إلا إذا كان شهيداً..؟؟ ثم هل تشرع الصلاة على الحيوان..؟؟ هذا ما ذكره الأخ الكاتب عندما أشار الى موتهم جميعاً على شكل ثعابين وأخيراً وليس آخراً ينبغي ان نتأكد من الروايات كي لا نقع بمثل هذه الاساطير. شاكراً للكاتب إثارته لمثل هذه المواضيع الهامة. وتقبلوا تحياتي..