جيل حائر ترى في ملامحه تساؤلات كثيرة .. وفي أفعاله تصرفات وتناقضات غريبة.. تشبعت عقولهم من القنوات والإنترنت .. فأصبح منطقهم غريباً وسلوكهم أغرب بعض الفتيات تشبهن بالأولاد بقصات الشعر واللباس. بعضهن نزعن الحجاب ونزعن معه الحياء جرأة غريبة تصرفات خاطئة أمام الناس لا خجل ولا خوف من الله. وبعض الشباب قلد الغرب بالمظهر واللباس والسلوك، عواطفه مشتعلة، أسلوبه فظ لا يرعى لله حرمة، يؤذي المارة بأصوات المسجل المنبعث من سيارته، يتسكع في الطرقات الفراغ يقتله، همه الأكبر مطاردة الفتيات في كل مكان. سؤال يحيرني ويحير عقول أولي الألباب: هل هذا هو التطور والحضارة والرقي الذي ننشده؟! أن نرمي وراء ظهورنا عاداتنا وتقاليدنا المستوحاة من ديننا الحنيف واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونربي فتياتنا على نزع الحجاب ونزع ثوب الحشمة والعفاف ونربي شبابنا على التسكع والتميع وشرب السجاير وهجر للمساجد والقرآن، بل هو والله قمة التخلف وبداية للتحلل والانحراف. هل نجح أعداء الملة والدين في إفساد هذا الجيل عن طريق القنوات الفضائية التي تبث سموم برامجها ليلاً ونهاراً والانترنت وما به من فساد عظيم وما الله به عليم. الخطر عظيم والطوفان قادم والأمة الإسلامية مستهدفة لقد خطط أعداء أمة الإسلام أن يأتوها من القواعد الأساسية. وهي أنت أيتها المرأة المسلمة العفيفة الطاهرة فأخرجوك من خدرك ليدمروا أجمل شيء فيك وهو حشمتك وطهرك وعفافك وتفانيك في تربية ابنائك. تذكري أختي الحبيبة قول الله تعالى وأمره لك: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَه (الأحزاب: من الآية33)}. وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ(الأحزاب: من الآية59)}. قال الشاعر: «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق» وأنت أيها الأب الفاضل يا صانعاً للأمجاد ومشيداً لحضارة الإسلام انفتحوا عليك من باب التجارة والكسب السريع حتى يكون هذا همك الشاغل فتلهو بها عن أسرتك التي تفتقد دفء أحضانك وتبتعد عن غذاء روحك وما يقربك إلى ربك. تذكر أيها الأب الفاضل قول الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ(الحديد: من الآية20)}. وقوله تعالى: { فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (لقمان: من الآية33)} [فاطر: 5] فلذات الأكباد أمانة عظيمة قد وضعها الله في أعناقنا وسيسألنا عنها يوم القيامة. (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا). قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(التحريم:6)} . وقال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». فوالله ما نراه الآن من تحرر وانحلال يشغل البال ويسقم الحال ويدمي الفؤاد ويجعل العين تدمع والقلب ينزف فإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل.