* القسم الثقافي - محمد الدبيسي: «بين العتبات والمكان تبادل تأثير كبير تحقق للنص العربي قديماً وحديثاً - شعراً ونثراً، إذ كان للشعر والسرد دور تفعيل مباشر لمفهومي العنوان/ المكان الامد الذي انعكس على ما انتج حديثاً لدينا من أعمال روائية». عبر هذا المجتزأ من مقدمة الناقد/ معجب العدواني لكتابه الصادر حديثاً عن نادي جدة الأدبي «تشكيل المكان وظلال العتبات»، يلج الناقد لتناول اشكالية المكان في اعمال سردية محلية، انتقى من مضمونها دلالة المكان، والتأثير المتبادل بينه وبين ما سمّاه.. العتبات الأولى في النص الروائي المتمثلة في العنوان والعناوين الفرعية والنصوص الموازية الأخرى. والنصوص الموازية وفقاً لفهم الناقد هي «العنوان والاهداء والرسومات التوضيحية وافتتاحيات الفصول» ويرى المؤلف ان الروايات المحلية الصادرة في التسيعينات شهدت تحولاً نحو استثمار المكان كمكون من مكونات الفضاء الروائي. ويطرح روايات «قصة حي النجارة» لعبدالكريم الخطيب و«الفيوم ومنابت الشجر» لعبد العزيز شدي و«شقة الحرية» لغازي القصيبي و«طريق الحرير» لرجاء عالم و«الموت يمر من هنا» و«مدن تأكل العشب» لعبده خال - امثلة لنحو المكان ذلك المنحى ويرى ان للتداخل التشكيلي للمكان بها بعدا اولياً لدى الشخصية - يتمثل في ذلك الجانب الرمزي الذي يحمله المكان. أما الرواية النّسوية السعودية فيرى المؤلف انها اعتمدت على المكان كبنية لها خصوصيتها، وتوظيف تلك الخصوصية، واستثمارها كمادة لها ابعادها المتشابكة ويطرح نماذج لذلك الاستثمار عبر اعمال هند باغفار، وسلوى دمنهوري وبهية بوسبيت ورجاء عالم. فيما اعتبر رواية الدكتورة امل شطا «غداً انسى» عملاً يعتمد المقاييس الزمانية ويهمل المقاييس المكانية. أما رواية رجاء عالم.. «سري يا رقيب» فعدَّه المؤلف نصاً مزدوجاً محكم البناء ممعناً في الحداثة والعتاقة في آن واحد. وكتب عبر نسيج اسطوري وعجائبي واشتغل على المكان المجهول، فيما كانت اللوحات التشكيلية المصاحبة له تبتني ملمحاً مميزاً في النص، اضافة الى المظاهر الأخرى في النص، والتي استثمرت فيها الكتابة الحديثة، وتجاوز الجنس الأدبي، وكأنها تؤسس بذلك لنوع من الكتابة المستقبلة التي لا تندرج تحت جنس معين. كما تناول المؤلف أعمالاً روائية أخرى لناصر الجاسم، وعبدالعزيز مشري وعبده خال وغازي القصيبي ورجاء عالم. وقد منهج رؤيته لمفهوم المكان، العتبات النصية من خلال تمثلها في الأعمال الروائية المقروعة وفقاً لناظم رؤيته التي اختارها بصيرة نقدية يطالع بها هذه الأعمال، والتي شكلت بمجملها نقلة نوعية في مستوى الخطاب السردي في بلادنا. ويعد كتاب العدواني، الإصدار الأول الذي يتناول الخطاب السردي المعاصر في المملكة بعد مؤلف الدكتور/ محمد صالح الشنطي «الرواية في الأدب السعودي».