فتح قرار المحكمة العليا الاسرائيلية السماح للنائبين العربيين أحمد الطيبي وعزمي بشارة بالترشح للانتخابات التشريعية الاسرائيلية في 28 كانون الثاني/ يناير الجاري الباب أمام مشاركة عرب 48 في الاقتراع بعد ان كانت تميل الى المقاطعة. وانعكست اجواء المعركة الانتخابية بوضوح في مدينة الناصرة (شمال) والقرى المحيطة بها حيث انتشرت لافتات وصور نواب القوائم العربية وحزب ميريتس اليساري المعارض وجابت شوارع المدينة سيارات تحمل شعارات هذه الاحزاب وقوائمها التي يرمز لها بحروف ابجدية. ويبدي العديد من سكان الناصرة والقرى المحيطة بها حماسة كبيرة للمشاركة في الانتخابات، ويقول مصطفى (37 عاما) من بلدة كفر مندا القريبة من هذه المدينة انه عاد عن قراره مقاطعة الانتخابات بعد قرار المحكمة العليا السماح للطيبي وبشارة بالترشح. ويضيف: لم أصوت في الانتخابات السابقة احتجاجا على القمع الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لكنني أجد اليوم اننا نشكل قوة ويجب ان نستغل أصواتنا لنحسن شروط حياتنا كعرب.وقد اتخذ عادل (28 عاما) القرار نفسه قائلا: سأصوت للعرب لان ذلك لايضر ان لم ينفع. وكان عرب 48 قاطعوا على نطاق واسع انتخابات رئيس الوزراء الاسرائيلي الاخيرة التي جرت في السادس من فبراير/ شباط 2001 احتجاجا على القمع الدامي من قبل الشرطة الاسرائيلية في مطلع تشرين الاول/ اكتوبر 2000 للتظاهرات التي نظموها في مدينة الناصرة تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية والتي قتل خلالها 13 شخصا. وساهمت المقاطعة العربية للانتخابات انذاك بدرجة كبيرة في اسقاط رئيس الوزراء العمالي الذي كان يتولى السلطة ايهود باراك. ويذكر ان اللجنة المركزية للانتخابات قررت في نهاية كانون الاول/ ديسمبرمنع النائبين في الكنيست المنتهية ولايته أحمد الطيبي وعزمي بشارة وحزبه التجمع الوطني الديموقراطي من المشاركة في الانتخابات. واتهمت اللجنة النائبين ب«دعم منظمات ارهابية» وعدم الاقرار بما أسموه بالطابع اليهودي والديموقراطي لاسرائيل. غير ان المحكمة الاسرائيلية العليا سمحت في التاسع من الشهر الجاري للطيبي وبشارة وقائمته بالترشح للانتخابات التشريعية المقبلة ملغية قرار اللجنة المركزية للانتخابات. ويشكل عرب 48 نسبة 18% من إجمالي عدد السكان البالغ 6 ،6 ملايين نسمة، ولكنهم يمثلون 15% فقط من عدد الناخبين بسبب ارتفاع نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة وهو السن القانوني للمشاركة في الاقتراع.