ضمن لقاءاته الدورية نظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة الملك سعود لقاء مفتوحاً مع سعادة الأستاذ الأديب عبدالفتاح أبومدين رئيس نادي جدة الأدبي مساء يوم الثلاثاء وقد أدار هذا اللقاء الدكتور محمد خير البقاعي.. في البدء تحدث الضيف عن مسيرته وتجربته الأدبية على مدى أكثر من نصف قرن فقد تلقى تعليمه في مدرسة العلوم الشرعية بالمدينةالمنورة وعمل في الجمارك فترة من الزمن ثم عمل في جريدة عكاظ كمدير تحرير العدد الأسبوعي وعين شطراً من الزمن مديراً عاماً لمؤسسة البلاد الصحفية ويقوم حالياً برئاسة نادي جدة الأدبي وذلك منذ عام 1401ه الذي تحدث عنها في مستهل لقائه بالقسم، وقال: لقد استطاعت دوريات نادي جدة الأدبي مثل «علامات» الذي صدر عنها 46 عدداً و«نوافذ» و«عبقر» و«جذور» ان تصل الى معظم الدول العربية وذلك بفضل الله ومساندة المثقفين خصوصاً الدكتور عبدالله الغذامي والدكتور عبدالعزيز السبيل وقد سلط المحاور الأضواء على جوانب كثيرة من حياته ومسيرته الأدبية وذلك من خلال الاجابة على أساتذة القسم ومنسوبيه وطلابه. اشكالية غياب الكُتَّاب السعوديين في البدء تساءل الدكتور صالح بن معيض الغامدي رئيس قسم اللغة العربية عن دور الباحثين السعوديين في المشاركة بمطبوعات النادي، فقال الأستاذ أبومدين: ان مشاركة الباحث السعودي مع النادي تعود الى أكثر من ربع قرن ونحن لم نرد كتاباً جيداً، وإدارة النادي لا يمكن أن تهمل أحداً ولكن يبقى الاشكال في غياب الكُتَّاب السعوديين عن المشاركة في تلك الدوريات وبالعكس النادي يسعى الى تبني نشر أعمال الكُتَّاب السعوديين وضرب لذلك مثلاً.. الأستاذ محمد الدبيسي نشرنا له مقالا في الدورية «علامات» بالرغم من انتسابه الى نادي المدينة الأدبي. لانقرأ تحدث الأستاذ عبدالفتاح أبومدين عن تجربته في اصدار مجلة الرائد الأسبوعية عام 1379ه كما تحدث عن اشكالية القراءة والبحث العلمي في الجامعات وقال: للأسف الطالب الجامعي عندنا لا يقرأ.. بينما في الغرب نجد ان الكتاب في حقيبة الفتاة، والشاب يقرأ في الحديقة.. في الطابور.. السينما ومن ثم كان من الطبيعي عندما لا يقرأ فإنه لا يعرف بالتأكيد ان يكتب بحثا حتى وإن كتب فهو لا يوثق معلوماته ومن المفترض ان يوثق ذلك الطالب الجامعي بحثه من أربعة مصادر أو خمس كحد أدنى. أهل الصنعة غياب أهل الصنعة وأهل الحرفة من المجلات الأدبية هذا ما لاحظه رئيس نادي جدة الأدبي وقال: نحن نشكو من غياب أهل الحرفة من الأدب الذين يصقلون لنا مجلات رصينة على غرار مجلة «الثقافة»، و«الرسالة».. التي كانت تصدر في الأربعينيات والخمسينيات وسلط أبومدين الضوء على الجوانب السلبية في بعض المجلات الأدبية خصوصا وأنها تشكو من السلبية والتفرد في اتخاذ القرارات. قراءة النص والترجمة افصح الأستاذ عبدالفتاح أبومدين للقسم عن اعتزام نادي جدة الأدبي اقامة ملتقى أدبي لقراءة النص والترجمة في شهر مارس المقبل وسوف يواصل هذا الملتقى فعالياته بإذن الله تعالى في كل عام من شهر مارس ويناقش قضايا عدة كالمسرح والحكاية الشعبية وغيرها في ضوء قراءة النص ويشارك في صياغة أوراقها عدد من الأكاديميين والنقاد على مستوى الوطن العربي. قلة الجمهور أشار الأستاذ عبدالفتاح أبومدين الى ان الأمسيات الأدبية تفتقر الى جمهور.. وشكا من قلة الحضور في الأمسية الأخيرة التي أقامها النادي مؤخراً حيث لم يحضر سوى عشرين فقط. بينما في بدايات القرن الماضي كان الناس يجيئون الى المحاضرة ساعة ويجلسون للاستماع الى محاضرة الدكتور طه حسين - مثلا - ساعتين ثم يغادرون في ساعة كاملة.. كما أستاء أبومدين من ثقافة الطالب الجامعي ووصمه بأنه لا يفقه شيئا وقال لو كان الأمر بيده لوضعهم في الصفوف الاعدادية. بل إنه صادف ذات مرة طالب جامعي لا يعرف كيف يقرأ كتاب اشتراه. مداخلات في مداخلة للدكتور عبدالله الفيفي أشاد بالأستاذ عبدالفتاح أبومدين ومدى اخلاصه وتفانيه في عمله.وتحدث الفيفي عن تجربته في اصدار كتابه «مفاتيح القصيدة الجاهلية» عن طريق نادي جدة الأدبي وقال: كنت في اجازة علمية بالولايات المتحدةالأمريكية لانجاز بعض البحوث الأخرى، ففوجئت به يتصل بي هناك ويطلب مني مراجعة بروفة الكتاب، وعلى الرغم من أنني طلبت منه الإمهال الى ان أعود الى المملكة لكنه ألح عليَّ في ضرورة مراجعة الكتاب لكي يصدر في وقته المقرر وبالفعل وصلتني نسخة الكتاب بعد أسبوع وقمت بمراجعته الأولى.. وقال الدكتور عبدالله أنه قد وجد اصدارات نادي جدة الأدبي في جامعة أنديانا بلومنجتن وفي جامعة شيكاغو وفي مكتبة الكونجرس. وأشار الدكتور عبدالعزيز السبيل في مداخلته الى ان هناك فعلا من يبحث من القراء عن اصدارات النادي وقد يذهب الى مكتبة معينة ولكنه يتفاجأ بغياب تلك الاصدارات.وكان عليهم ان يتصلوا على الناشر من أجل أن يؤمنوا قدر الامكان عدداً من النسخ في تلك المكتبة خصوصاً ان الناشرين يحرصون على توفير الكتب لمن يسأل عنه. نقاط - في مداخلة للدكتور خالد بسندي ركز على أهمية التعاون ما بين الأندية والجامعات من أجل البحث عن الطاقات الابداعية ما بين الأجيال. - برهن الأستاذ عبدالفتاح أبومدين على أننا مجتمع لا يقرأ من خلال أرقام توزيع دورية «علامات» حيث إنها لا توزع في المملكة إلا 175 نسخة بينما في المغرب توزع أكثر من 800 نسخة. - تطرق أبومدين الى ان الدوريات الأربع التي يصدرها النادي وهي «جذور» و«علامات» و«نوافذ» و«الراوي» تستنزف أكثر من نصف ميزانية النادي المخصصة له سنوياً.