بذلت فرق الإطفاء جهدا محموما في العاصمة الأسترالية أمس الاحد لدعم الدفاعات ضد حرائق الغابات التي قتلت أربعة أشخاص ودمرت ما يصل إلى 400 منزل في أسوأ حرائق من نوعها تشهدها كانبرا. وتخشى فرق الإطفاء أن تنقل الرياح جذوات من مئات المنازل المحترقة في العاصمة حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 38 درجة مئوية. وتأججت النيران خارج نطاق السيطرة في الغابات جنوبي المدينة ووصلت إلى كانبرا عصر أمس السبت لتقهر فرق الإطفاء في المدينة التي تشبه متنزها كبيرا. وغطت سحابة من الدخان العاصمة التي يسكنها 300 ألف شخص ووصلت طبقة من الرماد إلى مباني البرلمان في وسط المدينة بينما تندلع النيران لليوم الثاني على التوالي. وأكدت الشرطة مقتل شخص رابع بسبب الحرائق بعد العثور على جثة في منزل بضاحية «دافي» الغربية، وعثر على جثة امرأة أخرى في السابعة والثلاثين من العمر في وقت سابق أمس بنفس الضاحية كما أكدت السلطات في وقت سابق أن رجلا في الحادية والستين وامرأة في الثالثة والثمانين توفيا مختنقين بالدخان. وطلب 200 شخص علاجا عاجلا بسبب استنشاق الدخان أو حروق أو مشاكل في التنفس أو التهاب في العين، ومازال 50 شخصا بالمستشفيات منهم ثلاثة أصيبوا بحروق خطيرة. وقال مراسل لرويترز إن الدخان ما زال ينبعث من الشوارع التي احترقت منازلها ومن هياكل السيارات، وتمددت خراطيم المياه المنصهرة مثل الثعابين وسط المروج المحترقة. وتهدمت سقوف منازل وتعطلت خطوط الكهرباء لتترك ما يصل إلى 25 في المئة من المدينة بدون كهرباء. وقال مسؤولون في إدارة الطوارىء إن إعادة تشغيل كل خطوط الكهرباء قد تستغرق عدة أيام. وبدت الشوارع مهجورة لكن تناثرت فيها طيور وحيوانات برية مثل الكنجارو والكلاب حية وميتة. وقال جون ستانهوب رئيس وزراء اقليم العاصمة الأسترالية في مؤتمر صحفي «إنها محرقة من حجم لا طاقة به». وأفاد أن إجمالي الخسائر سيصل لمئات الملايين من الدولارات حيث تقدر الخسائر في المنازل وحدها بنحو 80 مليون دولار أسترالي «47 مليون دولار».