جُبل الانسان على حب الأشياء الجميلة والنظر إليها ولا ضير في ذلك.. وكما يحب الانسان أن يُمني عينه بالنظر إلى الأشياء المحببة في نفسه، كذلك يحب أن يرى نفسه بأجمل مظهر وأحسن حال.. ولا عجب.. فإن الله جميل يحب الجمال.. ولكن هل اهتم كل منا بجمال روحه؟ هل القينا نظرة إلى جمال الأشياء الموجودة بداخلنا؟ هل فتش كل منا عن قلبه وما يحويه من طيبة وحنان؟ أم نسينا أو تناسينا.. فما الفائدة إذا كان مظهره يفوح أناقة وجمالاً وداخله قلب أسود وروح مريضة.. فعقلك أيها الانسان أهم من أناقتك، وروحك أهم من جمالك وآخرتك أهم من دنياك.. فهل يمكن أن تحكم على الأشخاص من خلال مظاهرهم؟ نعم يمكن ذلك عند بعض النفوس المريضة التي عميت فعجزت أن تنزل هؤلاء الأشخاص منازلهم وما صاحب ذلك من ضرر على كل عالم محتقر وجاهل معظم.. وهنا لا بد أن نعرف أن الناس أجناس مختلفة من كل الفئات فلا يجب أن نحكم عليهم من خلال مظاهرهم وأشكالهم ولكن بأخلاقياتهم وسلوكهم، عندها يحق لنا أن نطلق أحكامنا عليهم إذا أردنا..! وما الفائدة إذا وضعنا التيجان المرصعة باللآلئ المطعمة بالذهب على رؤوس خاوية وعقول فارغة.. حقاً!! في زمن المظاهر غابت الجواهر وتفرغ البعض إن لم يكن الكل إلى الاهتمام بالقشور والمظاهر المخادعة وكأن جوهره لا يعنيه.. هذا هو زماننا.. وصدق الشاعر حين قال: يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته أتطلب الربح فيما فيه خسرانُ أقبل على النفس فاستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ