شاركت شؤون تعليم البنات بوزارة المعارف العالم العربي في الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية والذي صادف يوم الأربعاء الماضي 5/11/1423ه الموافق 8 يناير 2003م كما تشارك جميع إدارات تعليم البنات في جميع المناطق والمحافظات في هذه المناسبة من خلال دعوة جميع من فاتهن التعليم في الصغر للالتحاق في مدارس تعليم الكبيرات ومحو الأمية والتي تم افتتاحها في جميع مدن وقرى المملكة والبالغ عددها في العام الدراسي الحالي 1423/1424ه «2714» مدرسة، وكذلك دعوة من اجتزن هذه المرحلة إلى مواصلة تعليمهن في المرحلة المتوسطة للكبيرات حيث تم افتتاح عدد «220» فصلاً هذا العام في «39» إدارة تعليم وعدد «42» فصلاً للمرحلة الثانوية لتعليم الكبيرات في ست إدارات تعليم، كما أن شؤون تعليم البنات في الوزارة قد بدأت مع مطلع هذا العام في محو أمية جميع العاملين والعاملات الأميات في جهاز شؤون تعليم البنات وفي إدارات الاشراف التربوي والمدارس بالمناطق والمحافظات وذلك من خلال افتتاح فصول دراسية لهم في مقر أعمالهم وتهيئتها بجميع المستلزمات التعليمية والفنية والإدارية. وأوضح وكيل الشؤون التنفيذية بتعليم البنات بوزارة المعارف د. خالد بن عبدالله بن دهيش انه تم في هذا العام تنفيذ تجربة جديدة تتمثل في افتتاح مدارس متنقلة في بعض القرى في منطقة جازان والتي لا يوجد بها مدارس للتعليم العام وذلك بالتعاون مع المواطنين بهذه القرى ويتم الآن تقويم هذه التجربة بالاضافة إلى افتتاح فصول للأميات من المعاقات سمعياً من الكبيرات وفي جميع مناطق ومحافظات المملكة، وكذلك افتتاح فصول في المؤسسات الاصلاحية بوزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وكذلك في المؤسسات والجمعيات الخيرية. مشيراً إلى أنه يتم العمل بتوجيه معالي الوزير ومعالي نائبه على محو الأمية المهنية للمرأة من خلال اقامة برامج تثقيفية تشتمل على كل ما له علاقة بحياتها اليومية كأم معرباً عن أمله أن تؤدي هذه الجهود إلى خفض نسبة الأمية بين النساء إلى أدنى من النسبة المتوقعة لها والمقدرة بنهاية هذا العام الدراسي «1422/1423ه ب«68 ،25%» وذلك لأن الأمية خطر يهدد كل الجهود التنموية المستقبلية. جوائز محو الأمية وتتويجاً للجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في محو أمية المرأة ممثلة بالرئاسة العامة لتعليم البنات سابقاً «شؤون تعليم البنات» حالياً فقد حصلت على جائزة نوماً التقديرية لعام 1998م وذلك من منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» وذلك لقاء جهودها في محو الأمية، كما حظيت هذه الجهود بتقدير عربي من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألسكو» فمنحت جائزة محو الأمية الحضاري لعام 1998م للرئاسة تقديراً واشادة بالبرامج التي تقدمها في هذا المجال والتي أدت إلى انخفاض نسبة الأمية بين النساء. انخفاض الأمية ونتيجة للجهود التي تبذلها وزارة المعارف «شؤون تعليم البنات» لمحو أمية المرأة وتعليمها منذ عام 1394ه فقد انحسرت الأمية إلى مستوى متدن فبينما كانت تقارب 96% مع بداية الجهود الرسمية لتعليم الكبيرات، انخفضت إلى 14 ،40% بنهاية العام الدراسي 1413/1414ه. وبينما كانت 85 ،29% بنهاية العام الدراسي 1419/1420ه، انخفضت إلى 68 ،25% بنهاية العام الدراسي 1422/1423ه، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى أقل من 22% بنهاية الخطة الخمسية السابعة. وتقوم الأمانة العامة لتعليم الكبيرات بشؤون تعليم البنات بتطبيق تجربة جديدة في محو الأمية تنفذ لأول مرة في منطقة جازان، وتتمثل هذه التجربة في افتتاح مدارس متنقلة لتعليم الكبيرات في القرى النائية التي لا توجد فيها مدارس للتعليم العام، وذلك بالتعاون والدعم من المواطنين الذين يرغبون في محو أمية بناتهم حيث تتركز الأمية في قراهم لعدم وصول مدارس التعليم العام إليها. ومن المؤمل أن تساهم هذه التجربة في خفض نسبة الأمية بين النساء حيث سيتم تقييمها ثم تنفيذها في مناطق المملكة الأخرى التي تتكثف فيها الأمية. كما تقوم شؤون تعليم البنات مع بداية العام الدراسي الحالي بتنفيذ مشروع «وزارة بلا أمية» ويهدف هذا المشروع إلى تخليص العاملات بشؤون تعليم البنات من أميتهن من خلال افتتاح فصول لتدريس المستخدمات في الإدارات النسائية التابعة للجهاز الرئيسي وفي إدارات ومكاتب الاشراف التربوي والمدارس بالمناطق والمحافظات بحيث يتم تفريغهن أثناء الدوام الرسمي لمدة ساعتين يومياً وتمكينهن من الالتحاق بهذه الفصول. وقد قامت إدارة الاشراف التربوي بافتتاح فصلين دراسيين للأميات من المستخدمات العاملات بالإدارات النسائية البالغ عددهن «27» مستخدمة وتم تفريغهن من أعمالهن. كما تم تزويد هذه الفصول بجميع المستلزمات التعليمية كما بلغ عدد المستخدمات الأميات بإدارات ومكاتب الاشراف التربوي والمدارس «903» مستخدمة يتم التحاقهن بالمشروع هذا العام. وقد أشارت التقارير الواردة حول تنفيذ المشروع إلى الاقبال على هذه الفصول من قبل الدارسات ودعمها من قبل إدارات التعليم رغبة في محو الأمية بين منسوباتها وتفاعلاً مع مشروع وزارة بلا أمية. من جانبه وجه معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد بإعطاء أولوية الترشيح لحملات محو الأمية التي تنفذها الوزارة صيف كل عام للمعلم وزوجته المعلمة، وذلك في اطار جهود الوزارة المكثفة التي تستهدف القضاء على كل الأمية المتبقية في المملكة بين الذكور والإناث خلال مدة لا تزيد على عشر سنوات بإذن الله، حيث سيسهم هذا الاجراء في ايفاد الزوجين سوياً إلى مكان تواجد الأمية. وأكد معاليه على استهداف الأمية في مكان وجودها، وتطوير آليات التعليم باستخدام التقنية ووسائل الاتصال المعززة له، مشيراً إلى أن الوزارة ستعيد النظر في مهمات تعليم الكبار والكبيرات ليشمل بالاضافة إلى خدمات «فك الحرف» تعليم مهن يدوية، واكتساب المتعلم مهارات حياتية أخرى. وفي هذا الاطار ستفتح مدارس تحفيظ القرآن لاستقبال المتعلمين الكبار مساء في فترة الصيف من كل عام، بالاضافة إلى فتح قناة تعاون مع الجمعيات الخيرية في المملكة، ودعم مشروع «المعلم الجوال» بكافة الامكانات المعنية لنجاح مشروع المملكة الحضاري الذي قطعت فيه شوطاً كبيراً، فقد منحت «اليونسكو» المملكة جائزة محو الأمية الحضاري مرتين تقديراً لنجاحها في مجال مكافحة الأمية بين الذكور والإناث. ونفي معاليه ما أشارت إليه بعض تقارير المنظمات الدولية بأن نسبة الأمية في المملكة عالية، حيث تؤكد مصلحة الاحصاء العامة بأن نسبة الأمية بين الذكور هي 8% تقريباً، بينما هي بين الاناث 27%، أي أن النسبة العامة للأمية في المملكة لا تزيد على 17% فقط، وتركزت هذه النسب بين كبار وكبيرات السن فقط، وانخفض عدد الأميين في الفئات العمرية من 10 -15 سنة بشكل كبير، الأمر الذي ستوليه الوزارة عناية خاصة، وستعمل على ايصال هذه الحقائق إلى تلك المنظمات عن طريق كافة القنوات الرسمية والخاصة. ومن المبادرات المهمة للوزارة في اطار مواجهتها الشاملة للأمية اطلاق «مشروع مجتمع بلا أمية»، وقد بدأ هذا المشروع أولى خطواته من داخل وزارة المعارف نفسها تحت شعار «وزارة بلا أمية» واستمر لمدة عام دراسي، بعد أن تم تفريغ الدارسين لإكمال دراستهم في مدة الدراسة أثناء الدوام الرسمي تشجيعاً لهم، كما وسع المشروع قنوات ليصل إلى كافة الجهات - وفق خطة مرسومة - ونفذ مشروع «الأمن بلا أمنية وذلك لمحو أمية «5000» شخص يعملون في القطاعات الأمنية. بالاضافة إلى اطلاق مشروع «المدينةالمنورة بلا أمية» ومازالت الوزارة تواصل جهودها في اطار هذا المشروع لتصل إلى كافة الأميين أينما كانوا، وتمحو أميتهم بإذن الله. وفي هذا السياق وجه معالي نائب وزير المعارف لشؤون تعليم البنات د. خضر بن عليان القرشي جهات الاختصاص بعمل خطة متكاملة وعاجلة لمحو أمية الاناث في المملكة وذلك نظراً لارتفاع نسبة الأمية بين النساء في العام الماضي 1420/1421ه حيث بلغت «27%» كما طلب معاليه بأن تتم موافاته بالخطة وأسلوب تنفيذها. وتعتبر هذه النسبة عالية جداً مقارنة بالجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة ممثلة في شؤون تعليم البنات بالوزارة لمحو أمية المرأة وتعليمها. من جانبها قالت الدارسة ذهبة القحطاني: إنني دارسة في الصف الأول أمية، أعمل مستخدمة في إدارة الاشراف التربوي لتعليم الكبيرات وبدأت بالدراسة في هذا العام في مشروع وزارة بلا أمية وكانت بدايتي ولله الحمد جيدة، وفرحتي بالدراسة كبيرة، ولم تواجهني أي صعوبات اطلاقاً وربما كان السبب في ذلك رغبتي الشديدة في التعلم. وقد كنت في يوم من الأيام أحلم في كتابة اسمي، أما اليوم ولله الحمد تعلمت ما ينفعني في أمور ديني ودنياي وذلك من خلال القراءة والكتابة، كما استطعت استخدام الهاتف وذلك من خلال تعلمي للأعداد. وكل هذا كان بفضل الرعاية والاهتمام والتعاون الكبير من قبل الأمانة العامة لتعليم الكبيرات حيث قاموا بتوزيع الكتب المدرسية ومستلزمات الدراسة وكل ما تحتاجه لذلك، كما قامت مديرات الإدارات جزاهن الله خيراً بتقسيم العمل بين المستخدمات بحيث يتاح لكل واحدة منهن العمل والدراسة في آن واحد. وأوصت جميع أخواتي الأميات بالدراسة والتعلم حيث ان الانسان مسؤول ومحاسب عن عمله يوم القيامة، وأقول لهم إن ظروف الدراسة أصبحت ميسرة وسهلة ولم تعد كالسابق حيث زادت فصول محو الأمية وانتشرت في كل مكان.