شيء جميل، أن تتضافر الجهود، لعون الشبان على الزواج، وقد رأينا اهتمام ومعاضدة أمراء المناطق والعلماء، يسعون في ذلك، ابتغاء مرضاة الله، فجزاهم الله خيراً وأحسن إليهم، لأنهم يسعون في الصالح والعون الإنساني.! * وينتاب أنماط من أمور الزواج، وليس ذلك الذي يعان ويتحقق بتكاليف يسيرة، وهو الخير وما ينبغي أن يسود.! لكن ثم شريحة من الناس، ألفوا الإسراف، بدءاً من المهر الغالي فيه، الى تكاليف أجور الفنادق الباهظة، وما يتبع ذلك من غناء وطعام، يذهب أكثره الى براميل القمامة، وفي العالم الإسلامي فقراء، ما أحوجهم الى شيء من ذلك المال المهدر.! فهل نحن شعب يرفض الترشيد؟ * إن المال الذي بأيدي الأغنياء، ليس للإسراف والتبذير، لأن الكتاب العزيز وصف المبذرين بأنهم إخوان الشياطين، وهو يحثنا على عدم الإسراف في قول الحق: {وّكٍلٍوا وّاشًرّبٍوا وّلا تٍسًرٌفٍوا إنَّهٍ لا يٍحٌبٍَ المٍسًرٌفٌينّ }.! إنها ظواهر سيئة، كان الأجدى، أن يذهب شيء من ذلك التبذير الى الفقراء والمساكين، فهو أجدى وأحق.! * ولعل جانبا مهما طرأ على حياتنا في هذه المناسبات ومع التطور، ورب سائل يقول: أي تطور تعني؟ ونحن نرى المتطورين حقا ملتزمين، أما نحن، فإننا نسرف في كل شيء، ولعل مرد ذلك تحكم سيداتنا فينا، فهن صاحبات القرار والكلمة التي لا تنزل الأرض، لذلك تجاوزنا الحد في أشياء، كان يمكن أن يحكمها العقل والعقلاء.! * ومشكلة فادحة، هو السهر غير المحدد، ولقد شاهدت في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في فنادق ملاصقة للمسجد النبوي، ويرتفع صوت الحق: الصلاة خير من النوم، والطبل والزمر والرقص على أشده، فهل هذا الذي نمارسه سليم، في موازين أذواق العقلاء؟! * بعض الرجال يوصلون زوجاتهم وبناتهم، ثم - يخمدون - ويبقى بعضهن يفتشن عما يحملهن مع بعض المعارف، ومع السائقين، فهل هذا منطق فيه شيء من حق وغيرة!؟ وبعضهن لا يجدن من يحملهن، ويصبحن عرضة لأذية من يتجمع لأخذ شيء من الطعام المبعثر! ألا فليتق الله الرجال في زوجاتهم وبناتهم، ولعل بعضهم أو أكثرهم معذور، لأن أمامه وظيفة ومدارس الخ.! * الذي أرجو، وهو حق، أن يتدخل أمراء المناطق بإبلاغ الفنادق وقصور الأفراح بأن يطفئوا الأنوار عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وقبل ذلك تبلغ قصور الأفراح والفنادق الذين يسعون اليهم، لإقامة حفلات لأفراحهم، بأن التعليمات تقضي بإنهاء حفل الزواج في الساعة كذا، ليتخذوا احتياطاتهم.! * نسمع العجب، والزمن زمن العجائب، وأن العروس تقضي الساعات في اللبس والمكياج، وتذهب الى - الكوفيرة - متأخرة، وتأتي الى الحفل نحو الساعة الثالثة صباحاً، والرجال المغلوبون على أمرهم «ملطوعون»، لأنهم، لا حول لهم ولا قوة.! * ورحم الله أيام زمان، التي كانت تزف فيها العروسة الى بيت الزوج، بعد صلاة العشاء، فما أجملها من أيام تلك التي مضت.. غير أننا في زمن: النساء قوامات على الرجال.! وإذا سألت، قيل لك تطور، فأي تطور هذا، وأي رقي؟! لست أدري.! * أدعو الله أن ينصرنا على أنفسنا حتى لا نضل.! منظر لأحد الأحياء الفقيرة وقد ظهر الثلج على جوانبها