أما الدمعة الأولى: فهي دمعة حزن؟ إذ كم كنت أتمنى أن يكون والداك يرحمهما الله قد قطفا عصارة غرسهما الذي أينع وأثمر وقطفنا نحن أقرباؤك ثماره ذهباً صقيلاً. أما الدمعة الثانية فهي: دمعة فرح وبهجة ساعة أعلنت لجنة المناقشة بعد نقاش مسهب ودقيق ممثلين في الأساتذة الدكاترة الأجلاء، منحك درجة الدكتوراه مع التوصية بطبع الرسالة التي بلغت خمسمائة صفحة ونيف في تاريخ الأطماع الفرنسية والبريطانية في البحر الأحمر وأخذنا نتبادل التهاني في أروقة كلية البنات بمدينة الدمام. ولا أملك في هذه العجالة إلا أن أرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل بالدعاء لك بكل جارحة في قلبي أن يوفقك أيتها الدكتورة جميلة بنت سعد بن زيد العيسى الشريف في سعيك وحياتك المستقبلية إلى ما فيه الصلاح والتقوى لتخريج أجيال المستقبل من فلذات الأكباد, داعياً في ذات الوقت ولو أن استاذي وأخي أبي هشام محمد بن عبدالله الشريف عضو مجلس الشورى سبقني إلى ذلك كما هي عادته سباقاً في كل مضمار: بنات اليوم أن يحذين حذوك في الكفاح وطلب العلم وألا يستكن إلى الدعة والراحة في عصر التقدم والمؤهلات العلمية. ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر؟ ومرة أخرى لك من خالك كل التهنئة, وحقاً فلقد رفعت رؤوسنا, كيف لا وأنت أم وربة منزل، ومحاضرة، وعليك حقوق كبرى تجاه تربية أولادك، وتأدية حقوق زوجك، فضلاً عن المسؤوليات الكبرى التي تضطلعين بها، ويعرفها كل قريب منك, وتهنئة خاصة إلى زوجك العزيز الأستاذ الصديق/ راشد بن عبدالله الراشد واخوتك الكرام زيد وعيسى وعبدالله ومحمد وعمر واخواتك الكريمات وبناتهن وعسى أن يقتدين بك أما واستاذاً، ويسرن على نهجك، وليس ذلك على الله بعزيز,, والشكر الجزيل موصول إلى الأساتذة الكرام الدكاترة أعضاء لجنة المناقشة والى الأستاذ الكريم ذي الخلق النبيل، والسجايا الحميدة، مدير عام كليات البنات بجامعة الملك سعود بمدينة الدمام الذي قابلنا بكل بشاشة وعرفنا على ما لم نكن نعرفه عن هذه الكلية العريقة والصرح الشامخ والأجهزة المتطورة، والله يضاعف لهم الأجر والمثوبة ويجزيهم الجزاء الأوفى. ودمتِ لخالك، ولكل محب يا دكتورتي الحبيبة الغالية جميلة الدمام، ومعذرة على تأخر هذه التهنئة فقد حالت ظروفي الصحية دون كتابتها في وقتها. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.