تهنئة ودعوات تملأ ما بين الأرض والسموات وتبقى سارة الفيصل وقد اختيرت رائدة المتطوعين في اعمال البر على مستوى المملكة من قِبل الرجل تبقى رمزا للمرأة الفاعلة في بلدي ويصبح تكريمها,, تكريما لكل امرأة على هذه الأرض الخصبة بالخير المتنامية بعطاء ابنائها وبناتها,, وما تكريمها الا اعتزاز لنا وارتفاع هامة واحساس يعجز دونه كل الكلام. ماذا عسانا نقول في هذه المناسبة وهي من علمتنا ان الصمت الوقور في العطاء لغة العقل والوجدان؟ ومنها عرفنا كيف يتواءم الشموخ مع التواضع والقوة مع الضعف وكيف يكون المنح الصادق ارفع سمات الإنسان وكيف يصبح للمرأة معملها الجاد المخلص ووعيها ذات وكيان. ثمانية وثلاثون عاما تقف كالطود تواجه كل التعب,, تسعى لتحقيق الحلم بطموح جامح، وصلابة عجيبة لا ندري كيف اجتمعت لها بهدوء وهيبة مع رهافة حس وحنان، بتصميمها تذيب كل المعوقات وبنور روحها تضيء كل الزوايا المعتمة لا شيء أمام عمق ايمانها بالله يصبح مستحيلا. يكفيني انها ابنة الفيصل وعفت يرحمهما الله نشأت وترعرت في أفياء فكر مستنير ونماذج للعطاء الذي لا يعرف الحدود فقد وهبها الله واورثها سمات القيادة والحكمة والحضور الأخاذ فلا يستطيع من معها الا ان ينقاد لطريق الخير والعطاء والحب الإنساني الشفيف طواعية . في ظلها تعلمنا ان نرى العشب ينبت اكثر اخضرارا والازهار الذابلة تعود للحياة تتفتح ألقاً وشهدا كيف تنمو النبتة الصغيرة لتصبح شجرة وارفة الظلال,, منها تعلمنا لغة اخرى للانتماء وحب الوطن غير لغة الكلام انها لغة المخلص المثمر. البر عندها خدمة الدين والإنسان والمجتمع,, عمل دؤوب لا يسمع عنه ضجيج وقوى كامنة في كل النفوس يمكن اطلاقها بلمسة,, بكلمة,, بنظرة,, لتتحول الى طاقة عطاء هادرة,, وهي على ذلك بكل ما تملك قادرة. وبي تعود الذاكرة الى ثلاثين عاما مضت اذ كنت صبيّة احمل المايكروفون واتسلل بين جميع العضوات في ذاك المبنى القديم وابحث عن اجابات لأسئلتي العفوية البسيطة بساطة البدايات وكأني بها ابحث عن حقيقة الذات وأتلمس اولى خطوات الطريق بوعي حقيقة ذلك العمل الخيري الذي يدور خلف الاسوار. ارتباك وحيرة الصبيّة تتلاشى بنظرة حانية وكلمة تشجيع عابرة ودون احساس بمنح الطمأنينة والأمان. يا اميرة الخير قد لا تذكرين ذلك في زحمة الحياة لكنها بوابات جعلتني استشعر عظم الرسالة معكم وادرك معنى أمانة الكلمة وهدف السعي واتابع خطوات مسيرتكم المباركة في جمعية النهضة وهي تحفل بالبر والخير والعطاء الشامل للإنسان والمجتمع والوطن. اتابع بما امتلك من وسيلة واشعر اني اسيرة ذلك الاحتواء ولازلت اتعلّم فلك خالص الدعوات واقربها الى الله ما جاء من يتيم حزين ومريض محتاج وضعيف محروم ومعاق عاجز وارملة ضائعة ورجل عاطل ومطلقة حائرة وجاهل غافل استنار بالعلم والمعرفة في دوحة العطاء,,ان انجازاتكم حقائق مشهودة وليست ارقاما نسأل الله ان يتقبل تلك الدعوات ويمنحك مزيدا من القوة على البر والتقوى انت ومن معك فقد حملت امانة جيل ولازلت تؤدين الرسالة بكل اقتدار,, نهنىء انفسنا بتكريمك اذ يأتي تتويجا لمسيرة المرأة في بلادي, وختاما اقول يا ابنة الفيصل لقد شرف سمو عطائك مرتبة التكريم. * رئيسة القسم النسائي بإذاعة الرياض