الفنان فايع الألمعي فنان تشكيلي شاب يعتبر من أبرز الفنانين التشكيليين ليس في ابها وإنما على المستوى العربي. هذا الفنان التشكيلي الذي ألهمته منطقة عسير إبداع ريشته والتي خرج لنا من خلالها بلوحات أشبه ما تكون بمحاكاة الطبيعة التي شرب منها حتى ارتوى إبداعا يتبعه إبداع. فايع يحيى الالمعي الذي ولد في ابها وتخرج من إحدى كلياتها تخصص جغرافيا، شارك في معارض عديدة كعارض مكتب رعاية الشباب بابها والقرية التشكيلية بابها جميعها وبعض مهرجانات الجنادرية ومعرض جائزة الامير خالد الفيصل للكليات بأبها وبعض المعارض الخيرية وبعض معارض الفن السعودي المعاصر والمعرض السنوي للفنون التشكيلية لفناني المنطقة الجنوبية. ايضا شارك الألمعي في المعرض المصاحب للمنتخب السعودي في أمريكا وفرنسا، والمعرض الذي اقامته الكويت لأحداث الغزو ومعرض بمناسبة انعقاد مؤتمر مديري الجوازات لدول مجلس التعاون بأبها واقامة معرض شخصي للفنان الألمعي افتتحه الامير خالد الفيصل في مركز الملك فهد الثقافي بابها، بالاضافة الى معارض أخرى,, ولا شك ان هذه المشاركات المتعددة أتاحت للألمعي الحصول على جوائز عديدة ابرزها: الجائزة الأولى في مسابقة الامير خالد الفيصل لكليات المنطقة في الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وحصوله على الجائزة الأولى في مسابقة ابها الثقافية عام 1992م والجائزة الأولى في معرض المراسم على مستوى المملكة عام 1995م والجائزة الأولى في مسابقة ابها الثقافية على مستوى المملكة في نفس العام، بالاضافة الى العديد من الميداليات والشهادات التقديرية، كما اقتنت أعماله بعض الدوائر الحكومية والشركات الخاصة والأفراد. هذل الفنان الذي تتوحد لديه ثنائية الإنسان والطبيعة في بناء تشكيلي واحد، يقف بين ملمح التجريدية دون الوقوع فيها والتشخيص المشع للحياة والناس في امتزاج مقبول ومتفرد. فلوحاته تنتقل بك من كتلة لونية الى أخرى متسمة بالعذوبة والرقة والفراغات الممسوقة في تبادلية إيحائية رشيقة ما بين الحوار والالتحام والافتراق المرهف فهو يتخلص من ثرثرة التفاصيل. ولديه نزعة جانحة الى الكشف عن الملامح التعبيرية للإنسان والمكان في ايقاع مفعم بالحيوية بين نحت الفراغ وصوت الحركة في ترديد تصاعدي يصل الى الحدة الصارخة في التعبير اللوني. فايع الألمعي دخل حيه الشعبي ولم يغادره,, فالاقدام المتعبة والحيطان الهاجعة والنوافذ الذابلة والأزقة المتربة والحجارة الصامتة كلها علقت بذاكرته فأشعلت ابداعه وملأت فضاءاته ورغم هذا ففي أغلب موضوعاته يترك لك نافذة او دربا مشرعين كي يستفزك للعودة الى الأماكن القديمة والاغتسال من وجع الحضارة ولهاث العصر,, فايع الألمعي فنان يحتشد للوحته ويتوغل في مساحاته بين الظل والضوء والحركة بحثا عن لغة محملة بالدهشة واقتصاد في الشخوص والمفردات والاهتمام بالمضمون الاجتماعي والإنساني في معمار اللوحة. انه فنان يضج بالأبعاد الدرامية فهو لا يكف عن مطاردة وملاحقة الزمن على الجدران القديمة ولديه الجرأة النادرة في مشاكسة الطبيعة, هذا ما قاله عنه احمد عسيري مدير فرع جمعية الثقافة بأبها. والملاحظ لأعمال الفنان فايع الألمعي التي شملت المناظر الطبيعية من منطقة ابها والمواضيع الإنسانية التي تضمنت الملامح والقسمات والتعابير التي تكون مضمون الموضوع يجد ان هناك في كثير من الأعمال إنسجاما وتناغما بين العناصر المكونة للموضوع من ناحية الملامح والتعبير التي تتضح في الوجه والحركة التشريحية واللونية التي تسيطر على مساحة اللوحة بشكل عام مما يوحي بثقة الفنان بضربات فرشاة او سكينة وتمرسه في تكوين اللون واستخدامه للوصول للتعبير المراد. ختاما فإن الفنان فايع الألمعي قد وصل الى مرحلة النضج الفني والجدية وهذه المرحلة تزيد من مسؤوليته نحو ما يقدمه من فن يعبر به عن رؤيته لمختلف نواحي الحياة التي تحيط به وتنبض في أعماق نفسه ويتفاعل مع هذا المحيط.