يزداد الإقبال على فعاليات الفنون التشكيلية في مهرجان سوق عكاظ سنة بعد سنة عوداً إلى أنه المهرجان الأبرز والأوحد في كيفية التنظيم وأهمية المهرجان الذي لا يزال يخصص لفنون التشكيلية جوائز ومعرض متخصص حيث استقبلت مسابقة الرسم الحر لهذا العام؛ كما أشار الفنان الأستاذ فيصل الخديدي أعداد كبيرة من اللوحات لفنانين من مختلف مناطق المملكة رئيس لجنة الفنون في مهرجان سوق عكاظ تنوع فيها المواضيع بعد أن أتاحت اللجنة المنظمة للفنون التشكيلية حرية التعبير بعد أن مرت مسابقة لوحة وقصيدة بفترة ثماني سنوات حققت الهدف وارتبطت ببقية الفعاليات. التنوع لم يتوقف على تعدد المواضيع بل بالمنافسة أيضاً بين الفنانين والفنانات وبرزت مواهب جديدة بجانب أصحاب الخبرات فكان معرض الفن الحر محالاً للتنافس بين الأجيال. تنوع في مسابقات سوق عكاظ التشكيلية الجديد في هذا العام وفي الدورة الحادية عشرة لمهرجان سوق عكاظ استحداث مسابقة للفن التفاعلي والذي يمارسه الفنانين بشكل مباشر أمام الجمهور وأمام لجنة التحكيم وقد ترك للمشاركين اختيار الموضوع وكان من أبرز المسابقات لهذا العام، حيث تنافس فيها المتنافسون بشكل مكشوف أثبت كل منهم قدراته مهما اختلفت الآراء عليها وجاءت. جوائز التفاعلية كالتالي: الجائزة الأولى للفنان عبدالوهاب عطيف عن عمل اجتمعت فيه الفكرة والتنفيذ المتقن هندساً وتشكيلياً يمثل العشة الجيزانية السكن القديم بشكل معاصر بعيداً عن النفعية أو التشابه والمطابقة وصولاً إلى الجمع بين الخيال والواقع مع ما أضافه من تعبير ربط فيه شكل قصيدة امتدت من الكتلة إلى الفراغ على أرضية موقع العمل. الجائزة الثانية للفنان محمد الرباط الذي قدم عملاً مغايراً لما عرف عنه من تعامل مع اللون والحروفية والحصان ببعد واحد إلى مجسم يحمل روح إبداعه وبصمته الفنية، حيث أبرز فيه الإنسيابية وليونة الخط في الكتلة مع ما أضفاه من حروف. الجائزة الثالثة للفنانة موضي مصلح التي لم تتلق دراسة أكاديمية ورغم ذلك أبهرت من شاهد لوحتها التي تعبر بها عن الوجه أتقنت فيه النسب مع ما أضفت به من التعبير والرمزية تعاملت مع اللون الواحد بالضوء والظل بشكل أبرز الملامح وميز العمل. الجائزة الرابعة للفنان محمد الجاد لعمله الذي استخدم فيه خامة الفايبر مبرزاً الكتلة التي تشكل أرضية للتلوين بإضافة لمساته اللونية التي سادتها الشفافية الجميلة ورشاقة الخطوط واختزال العناصر. الجائزة الرابعة للفنان فهد الجابري بلوحة رمزية جمع فيها عناصر بيئية وخصص جزءاً منها للحرم المكي مع إضافة عناصر أخرى قصد منها إيجاد سبل ربط أجزاء اللوحة التي كان الأخضر هو اللون الطاغي؛ أضفى للفكرة واللوحة معنى ورمزاً. أما مسابقة معرض الفن الحر والمقصود به حرية اختيار الموضوع والخامة أرسلت إلى لجنة الفنون التشكيلية في المهرجان من مختلف مناطق الملكة، وتم فرزها، تنوعت فيه المواضيع وتعددت الأسماء من أصحاب خبرات وآخرين مواهب شابة تسير نحو الحضور الجاد بتجارب يستشرف منها مستقبل مشرق لهم وقد جاءت جوائز المعرض على النحو التالي: - الجائزة الأولى للفنان أحمد الخزمري على لوحته التي اعتمد فيها على المز واختزال العناصر برز فيها التوازن بين الفراغ والكتلة وانسجام اللون الذي جاء على شاكلة ومضات تتجمع في مواقعها في اللوحة ببناء لا يخل بالنظر أو يحدث نشاز. - الجائزة الثانية للفنان زمان جاسم.. عن عمل من تجربة سابقة قدم خلالها مجموعة أقام لها معرض في دبي برز فيها (طبق الستلايت) كعمل فنيّ برزت فيها الزخرفة التي تعد بصمة لزمان جاسم في كثير من أعماله إضافة إلى عنصر الحصان الذي كان أكثر لفتاً لنظر الجمهور. - الجائزة الثالثة للفنان عبدالله بن صقر.. ويظهر فيها موضوع الفنون الشعبية العرضة الطائفية برز فيها جمال التنفيذ الذي يجمع بين البساطة في التكنيك وقوة التعبير.. والحيوية في الحركة. - الجائزة الرابعة ريم الغامدي وهي من الجيل الشاب القادم بثقة برزت في لوحتها الاختزال مع توزيع للعناصر بحرية دون إرباك للمساحات والكتل مع ملامح تجربة لونية مستلهمة أو متأثرة من تجارب أخرى تحتاج إلى إعادة نظر لتكتمل خطوط مستقبلها التشكيلي. - الجائزة الخامسة للفنان عوض أبو صلاح برز جمالها في تكوينات العناصر الغامضة والواضحة في نفس الوقت تدفع بالمشاهد لإعادة صياغتها حسب إحساسه فالفنان صاحب باع طويل في هذا التوجه الذي أصبح سمة من سمات الفن السوداني. غياب لوحة وقصيدة مع أن في إتاحة الفرصة للمشاركين لهذا العام بحرية التعبير وتقديم أعمال غير مقيدة بعنوان أوثيمة كما كانت سابقاً محددة باستلهام القصائد شكلت التزاماً بين الفنان وبين محتوى المهرجان، حيث كان التعبر عن موضوع القصيدة واستنباط الجوانب البصرية فيها مثلت جزءاً من فعاليات المهرجان الأخرى التي يستحضر فيها المشاركون في كل الفعاليات التاريخ والشعر لسوق عكاظ. فقد ظهرت بعض الأعمال المشاركة في المعرض الحر مع ما بها من قيمة فنية وتميز يستحق التقدير والإعجاب حيرت المحكمين عند اختيار اللوحات الفائزة، إلا أنها قديمة وبعيدة عن واقع المهرجان. الفنون التشكيلية تنافس في حضور الزوار لقد حظيت الفنون التشكيلية في مهرجان سوق عكاظ بحظ وافر من الجمهور ينافس ويعادل بقية الفعاليات إلا أن إمكانية فرص الحوار بين الزائر والفنان أكثر من غيرها حيث كان الزوار لمعرض الفن الحر أو ساحة رسم الجداريات يجرون أحاديث ويناقشون الفنانين والفنانات ويسألون عن نوع الألوان أو متى بدا الفنان مجال الرسم وصولاً إلى الاستفسار عن الموضوع الذي يقوم برسمه الفنان أو الفنانة مع ما قام به بعض الحضور من طلب المشاركة من باب التجربة بتوجيه من الفنان المشارك.. أجواء رائعة مع ما يشوبها من ملاحظات تنظيمية سيكون لنا معها وقفه.