عُرف عن المؤسس الباني الملك عبدالعزيز رحمه الله ملازمته للقرآن الكريم صباح مساء، تلاوة وحفظا، وتدبرا، يفتتح يومه بالقرآن الكريم، ويختمه بالقرآن، ويتلوه في هدأة الليل تلاوة الخاشع المتبتل، ويبكي بكاء الخاضع لربه، متدبراً متأملاً مؤمناً، حتى في سفره لا ينقطع عن سماع القرآن وتلاوته، يصطحب معه أندى العلماء صوتاً، وأكثرهم خشوعاً، ينادي به كلما جد به السفر: أسمعنا يا فلان ما تيسر من القرآن، فيستمع رحمه الله في خشوع وتذلل لله سبحانه وتعالى. ربى أبناءه على حب القرآن والعمل به، وكانت فرحته لاتوصف عندما يسمع أحد ابنائه وقد ختم تلاوة القرآن الكريم، يحتفل به احتفالاً بالغاً في حشد مهيب يحضره الأمراء والوزراء، ورجال الدولة، وربما قرأ أحد أبنائه، آخر حزب بقي عليه من تلاوة القرآن الكريم، ويتنافس إخوانه في الإشادة به في خطب بليغة حفظتها لنا جريدة أم القرى في أعدادها 514، 768، 919، 922، وغيرها. وكان أمير الرياض سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ممن ختم تلاوة القرآن الكريم في سن مبكرة، فقد نقلت لنا جريدة أم القرى في عددها (1066) المؤرخ في 24/8/1364ه، خبر اقامة احتفال كبير بمناسبة ختم سموه للقرآن الكريم، حضره ولي العهد في ذلك الوقت الأمير سعود رحمه الله ولفيف من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ورجال الدولة وأعيان الرياض. عبر فيه عدد من اصحاب السمو الملكي الأمراء في خطب بليغة عن تهنئتهم لسموه، وفرحتهم بختمه للقرآن الكريم منهم حسب ما نقلته جريدة أم القرى في عددها المشار اليه الأمراء: عبدالرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري، وبدر، وتركي ونايف. إذاً فاهتمام سمو الأمير سلمان حفظه الله بالقرآن الكريم وإقامة جائزة كل عام تبلغ نفقاتها السنوية أكثر من (مليون وخمسمائة ألف ريال) من حسابه الخاص، تعبير صادق عن نشأة قرآنية تربى عليها في مدرسة الملك عبدالعزيز - رحمه الله -. استطعم حلاوتها إيمانا صادقا يملأ قلبه، فآثر -حفظه الله - ان يشعر أبناءنا وبناتنا حلاوة الإيمان بتلاوة القرآن الكريم، وحفظه وتدبره. ولأني ممن نال شرف خدمة القرآن وخدمة أهل القرآن من خلال مؤسسة عظيمة هي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومن خلال جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة، لمست عن قرب اثر هذه الخطوة المباركة من سموه الكريم في الإقبال على حفظ القرآن الكريم من البنين والبنات والمتسابقين في ذلك لنيل شرف الحصول على جائزة سموه الكريم، فهنيئا لسموه، هذا السبق المبارك، وهنيئا له دعوات صادقة تلهج بها ألسن الحافظين والحافظات لكتاب الله تعالى، ومن كل مسلم ومسلمة محبة لكتاب الله الكريم. ودعاءً لهذه الوزارة الفتية، وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ولوزيرها العالم المخلص لدينه ثم مليكه ووطنه، معالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ على ما تقوم به من جهود مباركة رعاية للقرآن الكريم، من خلال منشأة عظيمة يفخر بها كل مسلم هي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وقيامها على الإشراف على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، المنتشرة في أرجاء مملكتنا الحبيبة، وكذلك إقامتها للمسابقتين المحلية والدولية في كل عام، وحصولها على ثقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للقيام والإشراف على مسابقته المباركة لحفظة وحافظات كتاب الله الكريم في كل عام. رعى الله بلادنا الغالية خادمة للقرآن الكريم، وحصناً منيعاً للإسلام، في ظل قيادة الخير قيادة تطبيق شرع الله، والعمل على تحكيم كتابه الكريم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني. * الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف