لقد كان يوم الاحد الموافق 2/10/1420ه ثاني ايام عيد الفطر المبارك عيداً لجميع المسلمين بمشارق الارض ومغاربها، ولكنه كان بالنسبة لي وافراد عائلتي يوما آخر، يوما من اصعب ايام حياتنا لأننا فقدنا أغلى وأعز حبيب، فقدنا والدنا الغالي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز البطي الذي غمرنا بعطفه ورحمته وبذله وعطائه طوال حياته، كان لنا ابا في اسلوب تربيته وكان لنا أخاً عزيزا كبيرا في اسلوب تعامله، كان رحمه الله مثالا للادب والاحترام والكرم والعطاء والعطف والرحمة, كان يرحمه الله يعاني من مرض في القلب أدخل بسببه المستشفى في مدينة الرس في اول ايام شهر رمضان المبارك وعندها قمت بزيارته للاطمئنان على صحته، وقد سررت كثيرا عندما خرج من المستشفى طيبا معافى. عدت الى مدينة الرس لمشاركته وبقية العائلة في عيد الفطر المبارك كان يوم العيد يوما حافلا مليئا بالفرح والسرور، كان والدي يرحمه الله سعيدا في ذاك اليوم بوجودنا جميعا في منزله احتفلنا باليوم الاول من ايام عيد الفطر المبارك بشكل يختلف عن الاعياد السابقة، كان يوما بهيجا ولم يكن ابي يرحمه الله يعرف ما يخفيه له القدر ولم نكن نعرف نحن، كنا سعداء باجتماعنا وكان يومنا حافلا بوجود والدنا الغالي بيننا. وفي الساعة الاخيرة من يوم العيد والساعات الاولى من اليوم الثاني استعد المغفور له ان شاء الله لصيام الايام التي لم يستطع صيامها عندما كان مريضا بالمستشفى في اول شهر رمضان ليصوم بعدها ستة ايام من شهر شوال تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، ولم يكن يعلم ان هذا اليوم هو آخر ايام صيامه وحياته في الدنيا. الى جنة الخلد يا أعز الناس الى جنة الخلد يا من وهبت ومنحت وتصدقت، الى جنة الخلد يا من قدمت الكثير والكثير للمحتاجين والضعفاء. ان فراقك عظيم ومصابنا أليم, وقد خفف من هول المصيبة ما شاهدناه من الذين تسابقوا الى المشاركة في الصلاة عليك وتشييع جثمانك ودعائهم لك وثنائهم عليك في فعل الخير ومساعدة المحتاجين. اللهم ارحم والدي وادخله فسيح جناتك واحشره مع الصديقين والشهداء, اللهم اعف عنه اللهم اجعله ينعم بالنعيم الدائم واجزل له المثوبة واحسن عزاءنا بفراقه إنك على كل شيء قدير.