منذ نحو ثلاث سنوات كتبت مشيداً بالحيوية والنشاط والسرعة في الانجاز التي يتميز بها مسؤولو الجوازات في منفذ الحديثة على الحدود السعودية الأردنية، وأذكر أن سعادة مدير الإدارة العامة للجوازات اللواء عبدالعزيز سجيني تفضل مشكوراً بإرسال خطاب يشكرني فيه على ما كتبت ويوضح أن ما يقوم به مسؤولو الجوازات في المنافذ وغيرها من المراكز والإدارات ما هو إلا واجب عليهم الالتزام به نحو حكومتهم ووطنهم. وهاأنذا أعود للكتابة مرة أخرى عن هؤلاء الرجال في منفذ الحديثة.. وذلك بحكم مروري عن طريقه عند سفري للأردن.. ولكن ليس بهدف الاشادة التي يستحقها المسؤولون عن الجوازات هناك.. بل لابراز بعض من معاناتهم نتيجة الضغط والزحام اللذين يواجهونهما في المناسبات والمواسم التي يكثر فيها المسافرون بشكل يفوق طاقة الجهاز الموجود وأكثر مما يتصوره أي مسؤول.. آخر مرة سافرت فيها كانت في اجازة عيد الفطر الماضية.. فعند وصولي إلى منفذ الحديثة كان عدد السيارات بالآلاف.. أقول بالآلاف دون مبالغة ما بين صغيرة وحافلات وشاحنات، وشهادة حق أن رجال الجوازات في الحديثة ورغم قلة عددهم بالنسبة لأعداد السيارات والمسافرين.. كانوا مستنفرين بشكل غير عادي.. ويحاولون بكل ما أوتوا من طاقة وجهد أن يسدوا العجز في عدد العناصر التي تلزم لمواجهة هذا الضغط بأكثر من طاقتهم.. لدرجة أنني كنت إخال الواحد منهم يعمل أكثر من اثنين أو ثلاثة. صحيح أن السيارات الصغيرة كانت تنهي إجراءاتها بيسر وسهولة وبطريقة انسيابية عن طريق الكبائن المخصصة لها.. لكن مع ذلك هناك ضغط وهناك حاجة لأن عدد الكبائن لا يكفي.. أما المعضلة الكبرى فهي المتعلقة بالحافلات التي تتواجد بالمئات وفي كل الأوقات.. سألت الملازم أول عبدالرحمن الشراري - الضابط المناوب وقت وصولي - ما الحكاية؟! المسافرون لم يتعودوا مثل هذا التأخير في الاجراءات.. فأجاب والارهاق ظاهر عليه: إنه رمضان والاجازة والخميس.. كلها تجمعت هذا اليوم.. لكننا طلبنا المدد والعون من المسؤولين.. والدعم في طريقه إلينا إن شاء الله حيث سيصل عدد من العناصر وستنتهي بإذن الله المشكلة وتزول المعاناة.. واستطرد هذا الشاب الحيوي النشيط يقول: إنني لن أنسى هذا اليوم طوال حياتي... قلت: وأنا كذلك.. بل كل المسافرين عن طريق الحديثة.. لن ينسوا هذا اليوم، إنها كلمة حق أقولها عن هؤلاء الرجال.. لقد كانوا يعملون أكثر من طاقتهم وأكثر من المطلوب منهم.. ولم ألاحظ على أيٍّ منهم أي تقصير أو تأخير.. لكن عددهم قليل وفي حاجة ماسة إلى دعم بعدد كبير من العناصر للتغلب على الزحام.. والعودة إلى ما عرف عن منفذ الحديثة من سرعة في الانجاز وانسيابية في الاجراءات ومغادرة السيارات.. إن أعداد المسافرين في ازدياد.. وبالنظر للاحصائيات سنجد أن أعداد المسافرين - خاصة من يمرون بمنفذ الحديثة - يتضاعف موسماً بعد موسم وعاماً بعد عام.. نظراً لارتفاع أسعار تذاكر الطائرات بالاضافة لمحدودية السفر بها لعدم توفر الإمكانية.. وبالتالي تلزم مضاعفة عناصر العمل سواء في الجوازات أو الجمارك في هذا المنفذ الحيوي.. ولا إخال هذا المطلب يغيب عن أذهان المسؤولين الكبار في هذين الجهازين الكبيرين.