صالح عبدالعزيز البدر من يكر تلك العملية الشاقة التي تتطلب مثابرة مستمرة وجهداً دائباً وصبراً واسعاً من الوالدين والمربين لتحقق أهداف التربية الصالحة لأن التربية في حد ذاتها عبء ذهني ونفسي وبدني يتحملها الآباء في تربية الأبناء.. ومن رحمة الله تبارك وتعالى في كونها مشقة إلا أنها ممتعة ونافعة يكتسب ثمارها المربون بصفة غير مباشرة يتعذر اكتسابها من غير هذا المضمار.. ومن هذه الثمار الطيبة التي نقطف فضلها هي: أولا: التربية تهيىء المناخ الملائم لاكتساب فضائل الصبر والحلم وسعة الصدر. وذلك من خلال المحاولات اليومية المتكررة لضبط النفس ومحايلة الأبناء والتغاضي عن الأخطاء. ثانياً: تخلق التربية القدوة الحسنة.. لأنها تدفع المربي الى التخلي عن عادات وسلوكيات مرذولة.. واحلال عادات أفضل مكانها مثال ذلك: تخلي كثير من الآباء عن عادة التدخين مخافة ان يقلدهم الأبناء في اتباعها. كما تلتزم الأمهات بأداء الصلاة في أول وقتها تشجيعاً لأبنائهن على اكتساب هذا الالتزام. ثالثا: في مداعبة الأطفال ومشاركتهم ألعابهم جزء أساسي من عملية التربية.. فلا تخلو من متعة وترويح عن الوالدين وليس شيء يسري هموم أب مكدود مثل ضحكة من طفلة وليست تنكر أمٌ ان ضم طفلها وتقبيله من أعظم مسراتها. رابعا: هناك في محور التربية يحدث من الأطفال فضول وأسئلة متنوعة تكون من أعظم اثراء ثقافة الوالدين.. فكم من أم لم تكن نالت حظاً من التعليم.. فتدرجها مع أطفالها على مدارج العلم درجة درجة يقودها للثقافة. وكم من أب خاض تجربة مماثلة. خامساً: عندما ينجح الوالدان في تربية أبنائهما تربية حسنة فهو مصدر فخر وسرور لهما بل هي ما توفر لهما التوفير والثناء عند المجتمع وخاصة في نبوغ وتفوق وحسن سلوك أبنائهما. سادساً: من أعظم تلك الثمار التي يجنيها الآباء من تربية أبنائهم التربية الحسنة هو بعد ان يفارقا الحياة في الدنيا قال عليه الصلاة والسلام:«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». أفلا تستحق تربية فلذات أكبادنا كل العناء المبذول لنجني تلك الثمار وأعظمها ما قاله رسول الهدى صلى الله عليه وسلم:«من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كنّ له ستراً من النار».