ان القدوة الصالحة الحسنة من اعظم الوسائل تأثيرا في النفس واقربها إلى النجاح في تربية الطفل واعداده خلقيا ونفسيا واجتماعيا لان انتم ايها الوالدان المثل الاعلى لطفل سواء يقلدكما في سلوككما وفي اخلاقك عن قصد اوغير قصد. ايها الوالدان ان كنتما صادقين في اقوالكما وافعالكما وتوجيهاتكما نشأ الولد وقد ترسخت في ذهنه كل مبادئ التربية بالقدوة يتعلم الطفل الصلاة ويواظب عليها عندما يرى والديه يواظبان على ادائها في اوقاتها وكذلك باقي العادات وبالقدوة يشب الطفل على الصفات الحميدة والخصال الحسنة التي وجدها في اهله وفي معلميه فالطفل الذي يرى والده يكذب لا يمكن ان يتعلم الصدق والفتاة التي ترى أمها مستهترة لا يمكن ان تتعلم الفضيلة. يقول الشاعر: يا ايها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وانت سقيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فاذا انتهت عنه فانت حكيم لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم لقد حذر القرآن الكريم المربين الذين تخالف افعالهم اقوالهم فقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) سورة الصف 32. وقال تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون) سورة البقرة: 44 وعلى الوالدين ان يقدما الصورة المضيئة في حياة قدوة المسلمين وخاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) الاحزاب، فكان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن يتحرك واتم الله سبحانه وتعالى به مكارم الاخلاق فالاقتداء به وبالانبياء والمرسلين من قبله صلى الله عليه وسلم. وكذلك من السلف الصالح واولادهم رضوان الله عليهم.