السعودية تتصدر دول «العشرين» في نمو عدد السياح الدوليين في 2024    وطن بلا مخالف.. ضبط 22716 وترحيل 12101 غير نظامي    الشرقية: عروض عسكرية للقوات البحرية احتفاءً بيوم الوطن    بلدية الخبر تحتفل باليوم الوطني ب 16 فعالية تعزز السياحة الداخلية    البكيرية تستعد للاحتفاء باليوم الوطني 94 بحزمة من الفعاليات    الصين لا تزال المصدر الرئيس للاوراق العلمية الساخنة    القيادة تهنئ الحاكم العام لبيليز بذكرى استقلال بلادها    كلية الملك فهد الأمنية الشرف والعطاء    زاهر الغافري يرحلُ مُتخففاً من «الجملة المُثقلة بالظلام»    الفلاسفة الجدد    حصن العربية ودرعها    أبناؤنا يربونا    "البريك": ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الإنتماء وتجدد الولاء    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على ضمك    تشكيل الإتحاد المتوقع أمام الهلال    شكر وتقدير لإذاعتي جدة والرياض    مآقي الذاكرة    اختفاء «مورد» أجهزة ال«بيجر»!    إسرائيل - حزب الله .. لا تهدئة والقادم أسوأ    مصر: تحقيق عاجل بعد فيديو اختناق ركاب «الطائرة»    انخفاض سعر الدولار وارتفاع اليورو واليوان مقابل الروبل    "الأوتشا" : نقص 70% في المواد الطبية و65% من الحالات الطارئة تنتظر الإجلاء في غزة    الشورى: مضامين الخطاب الملكي خطة عمل لمواصلة الدور الرقابي والتشريعي للمجلس    رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على القصيم والرياض    فلكية جدة: اليوم آخر أيام فصل الصيف.. فلكياً    2.5 % مساهمة صناعة الأزياء في الناتج المحلي الإجمالي    «النيابة» تحذر: 5 آلاف غرامة إيذاء مرتادي الأماكن العامة    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    "مدل بيست" تكشف مهرجان "ساوندستورم 2024" وحفل موسيقي لليوم الوطني ال 94    "أكاديمية MBC" تحتفل بالمواهب السعودية بأغنية "اليوم الوطني"    "تعليم جازان" ينهي استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني ال94    الأخضر تحت 20 عاماً يفتتح تصفيات كأس آسيا بمواجهة فلسطين    حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس ترومان» تبحر إلى شرق البحر المتوسط    شرطة نجران تقبض على شخص لحمله سلاحًا ناريًا في مكان عام    مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لبحث التطورات في لبنان    الدرعية تحتفل بذكرى اليوم الوطني السعودي 94    بيع جميع تذاكر نزال Riyadh Season Card Wembley Edition الاستثنائي في عالم الملاكمة    رياض محرز: أنا مريض بالتهاب في الشعب الهوائية وأحتاج إلى الراحة قليلاً    «لاسي ديس فاليتيز».. تُتوَّج بكأس الملك فيصل    الناشري ل«عكاظ»: الصدارة أشعلت «الكلاسيكو»    «مكافحة المخدرات» بجازان تقبض على شخص لترويجه 13,981 قرصاً من الإمفيتامين    أمانة القصيم توقع عقداً لمشروع نظافة مدينة بريدة    رئيس جمهورية غامبيا يزور المسجد النبوي    وزارة الداخلية تُحدد «محظورات استخدام العلم».. تعرف عليها    ب 2378 علمًا بلدية محافظة الأسياح تحتفي باليوم الوطني ال94    المراكز الصحية بالقطيف تدعو لتحسين التشخيص لضمان سلامه المرضى    زعلة: ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الانتماء وتجدد الولاء    "الصندوق العالمي": انخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز والسل والملاريا    حركة الشباب تستغل النزاعات المحلية الصومالية    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    قراءة في الخطاب الملكي    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المعذب» في الشعر العربي الحديث في سوريا ولبنان من عام 1945 إلى عام 1958
تأليف: ماجد قاروط، دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 1999م
نشر في الجزيرة يوم 09 - 12 - 2002

لقد طرح الفن والأسطورة، إضافة إلى البطل التراجيدي، البطل «المعذب»، ذلك أن هذا الأخير يقوم في حياته بأفعال عبثية سلبية تدل على المزاجية وليست ذات قيمة اجتماعية، فعلى الرغم من انه قوي على الصعيد الجسدي فهو معذب على الصعيد الروحي، ويعاقب على أفعاله هذه بعذاب أبدي تفرضه الآلهة «إشارة إلى أسطورة سيزيف»، بيد أن البطل التراجيدي إيجابي ويقوم بأفعال ذات قيمة اجتماعية مهمة، وهو ممتلئ بالحياة وبالدوافع الثورية «إشارة إلى أسطورة بروميثيوس البطل التراجيدي»، كما أن المعذب قيمة جمالية قد تنطوي تحت قيم أخرى كالتراجيدي، وذلك استناداً إلى تداخل القيم الجمالية فيما بينها.
لقد شهد العصر الوسيط في أوروبا ظهوراً مميزاً للمعذب حيث تحدث الفن في تلك المرحلة عن التناقض بين وعي الشعب المتنامي وبين إذلال الأنظمة له وإهانتها لقيمه الإنسانية وصورة الإنسان المتألم المهان كانت الصورة الأساسية فيه وهي تقف متناقضة للصورة الفنية في المجتمع العبودي، صورة البطل القوي الكامل ذي البنية الجسدية التامة، الذي لا يفقد حتى في العذاب، توازنه الهارموني وقوته الجميلة.
لقد ارتبط الفن في العصور الوسطى بالانتقال من مرحلة العبودية إلى المرحلة الإقطاعية. كما أن الفن عامة والأدب خاصة قد شهدا أيضاً ظهوراً مميزاً للمعذب في القرن العشرين وفي مختلف الأجناس الأدبية، فتسارع الإنجازات العلمية المذهل الذي رافقه الدمار الناجم عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، قد ولّد لدى الفرد شعوراً بالغربة والخوف من المستقبل. وكان للشعر العربي الحديث من بين الأجناس المختلفة نصيب وافر في عرضه لمفهوم المعذب بتجلياته المختلفة، حيث شكلت الظروف السياسية والاجتماعية حاجزاً أمام الفرد الذي فقد توازنه النفسي أمام مجمل تلك الظروف.
وفي النص العربي الشعري الحديث، تجلى مفهوم المعذب بغزارة وبصورة تصاعدية، نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي عانى منها الوطن العربي، ونتيجة للتطورات المذهلة التي شهدها القرن العشرين على أكثر من صعيد علمي، وسياسي، واقتصادي، حيث تسارعت التطورات في هذا القرن تسارعاً لم تشهده القرون السابقة، فوقف الفرد عامة والفرد العربي خاصة مدهوشاً أمام تلك التسارعات والظروف فكان لهذا الأمر أثره في الذات التي عجزت عن التلاؤم مع معطيات الواقع.
وقد جاءت المدرسة الإحيائية، محاولة لإعادة التوازن إلى النص الشعري، ومنها بدأ الانطلاق إلى عوالم أخرى في القصيدة العربية، تجسدت فيما بعد بظهور المدرسة الرومانتيكية، ثم المدرسة الحديثة، حيث عنيت هذه المدارس بقراءة النتاج الشعري الغربي بمختلف تياراته.
وقد ظهرت المدرسة الإحيائية في مرحلة من التأزمات السياسية والاقتصادية في سوريا ولبنان، أثرت في البيئة الاجتماعية بشكل عميق، وانعكست على الأدب عامة وعلى الشعر خاصة، حيث ظهر المعذب اقتصادياً واجتماعياً في القصيدة الإحيائية، ومن ثم المعذب أخلاقياً.
أما موضوعات المعذب، فقد عكست قضايا الفقر واليتم والتشرد ومناقشة مسألة الموت من خلال الرثاء والتشاؤم والاغتراب. والمعذب في الشعر الرومانتيكي ورد في موضوعات الاغتراب والتشاؤم والمرأة والعدمية .. عن هذه المرحلة يقول المؤلف: لقد ظهر مفهوم المعذب في هذه المرحلة بجلاء تماشياً مع ظروف العصر وتعقيداته، فعصرنا عصر الخوف، لأن الخوف أصبح منعكساً شرطياً، ترتكز قاعدة كثير من التربيات على الهجوم والدفاع، وبسرف الإنسان في تعلم كيفية قهر نفسه وتعلم الكبت.. إن اغتراب الفرد في الآونة الأخيرة يرتكز على الدهشة المباغتة، فهو لا يستطيع أن يلاحق ما يجري من تطورات متصاعدة تحيط به، وبسبب التأزم والقلق الذي أسهم المجتمع بظروفه في تكوينه وتعميقه، وصل الإنسان العربي في هذه المرحلة إلى حالة التمزق، بين ما هو عليه وبين ما يعتقد أنه عليه.
تتوزع هذه الدراسة على عدة فصول يتقاسم موضوعاتها التاريخية النقدية، التشكيل اللغوي والإيقاع الفني للصور الشعرية التي تتضمن مفهوم المعذب في كل من المدرسة الإحيائية مروراً بالمدرسة الرومانتيكية حتى ظهور شعر الحداثة.
من الكتاب: تجليات المعذب في الشعر الرومانتيكي:
إن من أكثر النماذج الفنية تعبيراً عن المعذب في التيار الرومانتيكي الأوروبي، شخصية «فارتر» في «آلام فارتر» للشاعر الألماني «غوته»، حيث أحرز «فارتر» خاصة، بدءا من 1780م تقريباً، نجاحاً من أكثر النجاحات التي شهدها تاريخ الأدب حدة وديمومة، ولقد وجد الناس فيه عواطف كان الأدب المعاصر يعرضها منفصلة بعضها عن بعض، ويعبر عنها تعبيراً ناقصاً في الغالب، فإذا بها تتجمع فيه وتنبعث ببلاغة شعرية كحب الطبيعة العميق، والكآبة، والهوى الذي يصطدم بقوانين الحياة القاسية، والحقد على التفاوت الاجتماعي، والشعور بالمصير الفاشل، شعوراً يفضي بصاحبه إلى الانتحار.
فمن المعروف أن «فارتر» الشخصية الرئيسية في القصة، قد تعرض لانكسارات عديدة كان أهمها انتكاسته على الصعيد العاطفي في سن مبكرة.
لقد كانت قصة «آلام فارتر» انعكاسا لشخصية «غوته» المغتربة المعذبة المتمردة.
إن مفهوم المعذب عند الرومانتيكيين يقترن بالألم، ولا سيما المعنوي منه، والتي تعد حالة جوهرية عند المعذب، إلا أن الألم ليس كل شيء في المعذب، بل ينطوي تحت معطيات أخرى أساسية تبرز هذه القيمة الجمالية وتميزها عن القيم الجمالية الأخرى.
من العود الأبدي إلى الوعي التاريخي
الأسطورة، الدين، الإيديولوجيا ، العلم
تأليف - شمس الدين الكيلاني.
بيروت: دار الكنوز الأدبية 1998م - «208» صفحات
الأسطورة، الدين، الايديولوجيا، رموز ثلاثة شكلت في رحلة الانسان العقلية المعرفية، مسارا سلكه وصولاً إلى العلم الذي انتهى إليه في نهاية المطاف في العصر الراهن، من خلال رحلة معرفية في حقب التاريخ المتعاقبة، يناقش الباحث التطور الفكري للإنسان الذي تراجعت عنده مكانة الطقوس السحرية/ الأسطورية، وترميزات المخيال الاجتماعي، تحت وطأة التطبيقات العلمية/ التكنولوجية، وثقل ومكانة الفلسفة العلمية في حياته الحديثة، وقد أبرز الباحث أن هذا الميل بدأ بالتصدع، منذ سبعينيات هذه القرن، من جراء الخيبة من الاشتراكية المطبقة، التي استلهمت نظرياً وطبقت عملياً أشد النظريات العلمانية جموداً وتطرفاً، وحصيلة لاخفاق تجربة التنمية والتحديث في العالم الثالث، التي استزرعت «الصناعة» والتقنية، من دون اكتراث بالبيئة الثقافية/ الاجتماعية، ومن دون اكتراث بالانسان، الذي من المفترض أن يكون غاية هذه التنمية.
يقول المؤلف: «إن العالم وبالمقابل بدأ يشهد صحوة روحانية» في كل مكان وعاد الانسان من جديد، يبحث عن معنى لوجوده خارج معايير الانتاج/ الاستهلاك. وإزاء هذه الوضعية الجديدة، كان لا بد من إعادة التفكير مجدداً في قيمة أشكال الوعي الاجتماعي المختلفة، والأنماط المتعاقبة لتجارب الوعي الشمولية التي أعطت المغزى والهدف للحياة وكرست الألفة والأمان، وقادت إلى التحكم في السلوك الاجتماعي» وقد حاول المؤلف في كتابه هذا، الاجابة عن الأسئلة المثارة حول الكيفية التي يتم بها تركيب أشكال الوعي المتعاقبة في اطار الوعي الاجتماعي المعاصر، مبيناً الآثار التي يتركها الوعي التاريخي القديم في الوعي الراهن، وموضحاً في النهاية كيفية الحكم على قيمة المخيال الاجتماعي أمام تقدم العلم ومعاييره.
تركية ..ميدان الصراع بين الشرق والغرب
تأليف/ محمد طه الجاسر، دمشق: دار الفكر 2002م، 352 صفحة
هذا الكتاب:يتناول الصراعات التي حدثت منذ فترة منتصف الحكم العثماني الى اليوم، والتي بدأت بين الغرب والدولة العثمانية واستمرت الى اليوم لتشمل تركية والعالم العربي والإسلامي.
والكتاب يستعرض بالتفصيل بعض الحقائق التي يراها المؤلف مهمة وقد يجهلها الكثيرون - كما يرى- ومنها:
1- ضريح لجد الأتراك داخل سورية، يسميه بعض الأتراك مستعمرة.
2- أطماع تركية في الوطن العربي، وحصتها في بترول الموصل.
3- وقوف السلطان عبدالحميد ضد ألاعيب إنجلترا لاستغلال نفط العالم العربي واتصاله باليابان للاتفاق معها على التنقيب عن البترول كان أحد الأسباب في التعجيل بخلعه.
4- إلغاء السلطنة والخلافة وفرض العلمانية وقطع كل صلة بالمسلمين كان احد شروط انجلترا في محادثات لوزان.
5- تفريط اتاتورك بالجزر الاثني عشر «ديودو كانيز Canese Duodo» التي تمتد على مرأى البصر من شواطئ بحر ايجه في ازمير والذي أفرز النزاع بين تركية واليونان اليوم لتداخل المياه الاقليمية للطرفين.
6- جمعية الاتحاد والترقي تنظيم ماسوني باسم آخر بقادتها وأهدافها ومراسم الانتساب إليها.
7- اكتساح القسطنطينية من قبل إحدى الحملات الصليبية التي كانت قد أعدت مبكراً من قبل الأمراء والكاردينالات اللاتين الكاثوليك لغزو العالم العربي والإسلامي، فتحولت الى القسطنطينية وأعملوا في سكانها الارثوذكس القتل والذبح، وفي المدينة النهب والسلب والدمار.
8- التعاون بين اتاتورك وكل من ثورتي هنانو وصالح العلي بهدف مقاومة الاحتلال الفرنسي وبنية مبيتة من اتاتورك للضغط على فرنسا للتتخلى عن «كيليكيا، أورفة، مرعش، عينتاب» لتركية.
وهذا الكتاب تناول عدة قضايا عبر عدد من الأبواب والفصول حيث يستعرض المؤلف قضية الصراع بين الشرق والغرب في تركيا فيدرس علاقة الأتراك بالإسلام إذ أن الأتراك اعتنقوا الإسلام في فترة مبكرة ونسبة المسلمين فيها تتجاوز «98%» وهي أعلى نسبة في العالم الإسلامي كما يبحث في التوجه الثقافي للأتراك وكذلك التوجه الاقتصادي، كما يبحث في التوجه التركي نحو الغرب والنزاع والصراع بين الشرق والغرب لينتقل بعدها للحديث عن الفتوحات العثمانية وأهدافها وعن حصار القسطنطينية واكتساحها من قبل الصليبيين قبل الفتح الإسلامي لها الذي وضعت معركة القسطنطينية حداً لسيطرة الصليبيين عليها.
ثم يتابع حديثه بالتعرض للدور الخطير الذي لعبه يهود الدونمة الأتراك الذين شكلوا حركة جماعية لعبت دوراً أكبر من بقية الفرق الماسونية والصهيونية في تفتيت الامبراطورية العثمانية والتهام اجزائها من قبل الدول الاستعمارية، ويبدأ أولاً بالعرض لمحاولات الفتنة الفردية التي شهدتها تركيا ثم يبحث في العلاقة بين الدونمة وحركة شيبتاي الحاخام اليهودي الذي ادعى انه المسيح المنتظر والمؤامرة الكبرى التي قادتها الصهيونية والماسونية التي يعرف بها وبالدور الخطير الذي لعبته والذي تنبه اليه السلطان عبدالحميد الثاني إلا أن لجنة الاتحاد والترقي كانوا ينتمون اليها وهي اللجنة التي لعبت دوراً خطيراً في تأجيج النزعة القومية التركية وسعيهم لتتريك العرب.كما يتحدث عن مختلف فرقاء الدونمة والعلاقة بين الطورانية وجماعة الدونمة والدور الذي لعباه في معاداة العرب والإسلام فقد تميزت الطورانية بالتطرف العرقي والدعوة الى توحيد جميع الشعوب والقبائل التركية المتفرقة في العالم. ثم ينتقل للحديث عن السلطان عبدالحميد والدور الذي لعبه في تدعيم التوجهات المشرقية للسياسة العثمانية مما جعل جماعة تركيا الفتاة وجماعة الاتحاد والترقي تعمل على التخلص منه.
إن أهمية الدور الذي لعبه السلطان عبدالحميد تكمن في تأكيد الهوية الإسلامية للامبراطورية العثمانية وإعادة الحياة الى الخلافة مما دفع الغرب الاستعماري للتآمر عليه وهو ما دفعه الى التحالف مع الألمان ولذلك يسعى المؤلف لتقديم تقييم شامل لسياسات عبدالحميد الداخلية والخارجية ومن وجهة نظر الغرب، كما يتناول حركة الاتراك الشباب التي كانت نتاج العلاقات الأوروبية التركية وتأثيرها المباشر على حالة التعايش بين مختلف المجموعات العرقية في الدول العثمانية.
ثم يفرد فصلاً للحديث عن إصلاحات اتاتورك السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية ليستعرض في تفصيل واسع محاولات تجريد اللغة التركية من تأثير اللغة العربية والابتعاد عن الإسلام نحو علمنة الدولة. كما يعرض للحركات الإسلامية في تركيا حيث يتحدث عن زمن التعددية الحزبية والانقلابات المضادة التي حدثت ثم يبحث في حركة النوريين وتأثيرها في المجتمع التركي ودور المارشال «جمقمق» في ريادة الحركات الإسلامية التركية من خلال حزب الأمة الذي شكل أول حزب إسلامي هناك بالإضافة الى رابطة القوميين الأتراك والحركات الصوفية.
بعد ذلك تناول المؤلف انقلاب جمال غورسال ونهاية الحزب الديموقراطي وحكومته وكذلك ظهور الزعيم الديني الإسلامي نجم الدين اربكان وما شهدته العلاقات التركية الأمريكية الإسرائيلية من تطور على شكل حلف يعادي العرب والمسلمين، الى ان يصل الى الحديث عن مستقبل تركيا في ضوء هذه التحولات وذلك من خلال البحث في دور تركيا في العالم الإسلامي ومستقبل العلاقات التركية العربية في ظل نظام العولمة. وفي نهاية الكتاب يقدم المؤلف مسرداً بالأعلام والأحداث وفهرساً بالأشكال والمراجع.
من الكتاب: لماذا؟:
لماذا أضع كتاباً عن أحداث الدولة العثمانية؟ أهو حنين الى فترة الحكم العثماني، أم ترويج لإعادة تجربته؟ هل هناك من بين الأتراك والعرب او الشعوب التي كانت منضوية تحت اللواء العثماني من يتمني ان يعيد التاريخ نفسه، وان تقوم امبراطورية تجمع شمل هذه الشعوب مرة أخرى؟
يقول «ونستون تشرشل»: «نحن ندرس الماضي، لنفهم الحاضر، ونخطط لبناء المستقبل».
إن في تجربة الدولة العثمانية سابقاً وتركية لاحقاً، لعبرة وخبرة ودرساً. عبرة لدعاة العلمانية المضادة للدين، الذين يضربون المثل بتركية، ويدعون بعض عرابيها الى ندوة سنوية تقام في بلد عربي، ليصموا آذاننا بأقوال عارية عن الصحة وأفكار بعيدة عن الواقع، بينما نشهد فشل كل المحاولات على مدى سبعين عاماً لسلخ الشعب التركي عن دينه والنيل من حرصه على مقدساته.
ودرس نتلقاه وخبرة نكتسبها من المؤتمرات التي كانت تتخلل الصراع بين الشرق والغرب، وتحاك من قبل الغرب والصهيونية والماسونية، ويجند فيها من الداخل الدونمة وبعض مواطني البلاد لتحقيقها. تلك المؤامرات المستمرة في شكل ما يسمى ب«العولمة Globaliztion» التي خرجت بها أمريكا لخلق عالم القطب الواحد، ويدور فيه الصراع بين الولايات المتحدة والمجتمع الأوروبي اقتصادياً وبين أمريكا والعالم الثالث عامة والدول العربية والإسلامية خاصة: إقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
اللهجات العربية القديمة في غرب الجزيرة العربية
تأليف - تشيم رابين
ترجمة - عبدالكريم مجاهد
بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2002م «438 صفحة».
كانت بداية هذه الدراسة في عام 1937م أطروحة بعنوان «دراسات في اللهجات العربية القديمة» قدمها «تشيم رابين» للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن وكان اهتمامه الأول هو دراسة لهجات شرق الجزيرة العربية ولكنه في هذه الدراسة يتجه صوب غرب الجزيرة، لدراسة لهجات تلك المنطقة التي يقول انه وجد فيها مادة هائلة للبحث والدراسة، وعليه فهذا الكتاب يبحث في الظواهر اللهجية العربية القديمة في غرب الجزيرة العربية، وقد انصب جهد البحث على لهجة أهل الحجاز من جميع جوانبها: الصوتية والنحوية والصرفية وعلى خصائص لهجة اليمنيين خاصة لهجتي حِميَر والأزْد، اضافة إلى لهجتي هذيل وطيء، هذا عدا ما ساقه من مقدمات نظرية في أصول العربية الفصحى، وتاريخية عن اهتمام علماء اللغة العربية باللهجات.
من الكتاب:هذا الكتاب محاولة لاجراء تقويم، من وجهة نظر مقارنة وتاريخية للمعلومات التي حافظ عليها علماء اللغة العرب فيما يتعلق بعلم الأصوات والنحو، والتراكيب اللغوية لمجموعة من اللهجات العربية التي سبقت اللغة العربية الأدبية ولا نحتاج لتفسير دراسة لهجات اللغة العربية القديمة إلى أية مسوغات، إذ من المحتمل أن تلقي الضوء لا على اللغة العربية الفصحى ولهجاتها الدارجة الحديثة فحسب، بل على اللغات السامية بعامة كذلك، فاللغة العربية تتميز بخصائص انتهى استعمالها، وإذا كان هذا هو حالها فما الذي هُجر أكثر من ذلك من استعمال اللهجات التي سبقتها زمنياً؟ وكم مثّل، من هذه اللهجات، استمراراً مباشراً لسلسلة التطور من اللغة السامية الأم، إذا سلمنا أن اللغة العربية الفصحى لا تعدو كونها، بصورة من الصور، خليطاً من أساليب تعبير متعددة؟ وإذا كان هناك ما جعل هذه اللهجات لا تحظى حتى الآن إلا بالقليل من الاهتمام، فإن ذلك لم يكن لقلة أهميتها، بل للانطباع الذي يخرج به المرء من المادة المتاحة منها، المبعثرة وغير المترابطة والمتناقضة أحياناً كما هي عليه فعلاً، ونحن مدينون ل«فولرز vollers» و«سرو saruaw» لاكتشافهما أن تقسيم اللهجات حجازية أو تميمية - الذي نجده في الأبحاث العربية - يتطابق مع انقسام اللهجات القديمة الفعلي إلى مجموعتين إحداهما عربية شرقية والأخرى عربية غربية، ولم تكن هاتان المجموعتان وحيدتين، ولكننا لا نعرف سوى النزر اليسير عن غيرهما لأخذه بعين الاعتبار، وتمتاز مجموعة اللهجات الشرقية، التي تضم لهجات تميم وربيعة وأسد وعقيل وغَنِيّ وبعض قبائل قيس الأخرى، بعدد كبير من الملامح المميزة، وعن القاء نظرة فاحصة على هذه اللهجات يتبين أنها تمثل تطورات لغوية حديثة في الغالب مقارنة بغيرها، وأن اللهجات الشرقية هي في الأساس اللهجات نفسها التي استخدمها شعراء العربية الأقدمون، ولم يكن هذا حال اللهجات التي كان يتكلمها الناس على طول تجمع المياه الكبير في شبه الجزيرة العربية وعلى منحدرها الغربي، فالملامح العامة المشتركة بين لهجات هذه المناطق أقل وضوحاً، وإن كانت هذه الملامح تؤثر تأثيراً عميقاً على البنية اللغوية، واللجهات الغربية تظهر اختلافات عن اللغة العربية الفصحى تعود إلى مرحلة اللغة السامية الأم، فاللهجات الغربية أكثر تقادماً أي أنها لم تشارك في التطورات التي مرت بها اللغة العربية الفصحى، وفي نواحٍ أخرى تطورت كل من اللهجات الشرقية والغربية في اتجاهين مختلفين، وهذه التطورات توازي، التطورات التي جرت على اللغة الكنعانية من ناحية واللهجات العربية الجنوبية من ناحية أخرى، وهذه اللهجات هي ما لا تجده في اللغة العربية بصورة واضحة: أي أنها لم تكن حلقة الوصل بين اللغة السامية الشمالية الغربية واللغة السامية الجنوبية الغربية، وهكذا فإن خصائص هذه اللهجات تتفق مع الموقع الجغرافي الذي نشأت فيه، إن ما يبدو أنه يتمخض عن هذه المعلومات هو «لغة»، وإن كانت وثيقة الصلة بالعربية الفصحى، فإنها منذ أوائل العهد بها قد تطورت عبر مسارات وعلى خلفيات مغايرة، بل إنها في الحقيقة لغة أخرى غير العربية الفصحى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.