يتهدد اللغة العربية في فرنسا بلد الجمال والأدب والفنون مارد اسمه الحرف اللاتيني، ولهذا السبب تحوّل بعض كتّاب السياسة العرب أصحاب النزعات الهجومية المعتقدة بوجود فكر تآمري باقٍ على قيد الحياة!، ومن باب التخصص النوعي في تحريك مثل هذه التجليات، لتناول القضية بتشنج كبير متصورين أن العرب في مأزق خطير لن يتخلصوا منه إلا بإعادة الاعتبار للغة الضاد وإلا فالمسألة تنذر بأزمة قريبة سيكون الخاسر الأول فيها الحضارة العربية والتاريخ العربي وكأنها أول الخسائر!!، وطبعاً قدموا مؤشرات لتأكيد صحة ما ذهبوا إليه أشبه بمؤشرات بورصة وول ستريت تتذبذب نزولاً وطلوعاً كل دقيقة، ليخبرونا كم هو لذيذ فعلاً نفض غبار ملفات القضايا القديمة عن الأيدي، وإثارة مواضيع جديدة تحرك الدماء وسط العروق الباردة!، ولكن لا بد في البداية أن تحمل مواصفات قضايا المحك أو المصير الواحد!، وتأتي مطابقة تماماً لمقاس النهاية المأساوية وليست ضيقة عليها!، وهم بهذا التصور يتجاوزون غلطة أوجدتها الحقبة الاستعمارية وما زالت الأراضي العربية تدفع تكاليفها الباهظة، تلك هي حالة التحلل للغة المحكية أو الدارجة وقبلها العربية الفصحى للناطقين بها، وبصورة لم تنجز معها الحملات الوطنية لعلاج المشكلة شيئاً يذكر كما حدث في احدى الدول العربية، اذاً وضعية الدمج أو الإحلال الجزئي للاتينية جاءت لغوث العرب أنفسهم قبل غيرهم رغم تشكيك المشككين وأدعياء الأصالة والتراث والثقافة!.