في ليلة ظلماء وبحرقة المظلومين شعرت بإحساس الرضاء والتسامح للأحباء لمن عاشرناهم أياماً وشهوراً. ولكن شاءت الظروف بأن يحصل ما يعكر ما كان لنا معهم من علاقة ودية أخوية ولكن عقلي يتساءل؟ لماذا كل هذه التنازلات والتضحيات التي لا يعرف نهايتها. بل وهل هم يستحقونها؟ فيجيب قلبي معللاً ذلك بالعشرة التي دامت شهوراً وسنيناً وأيضاً كلمة الصداقة التي تربطنا ببعض فهي جسر متين بنيت على اثره تلك العلاقة لأن هذه الكلمة كقطرة ماء في بحر، فالصداقة قل ما نجدها حقيقة معنا في هذا الزمن. فلذلك نضطر إلى الرضاء والتسامح. فماذا سنخسر بالرضاء والتسامح؟، بل سنكسب المحبة والاحترام في قلوب الآخرين، ولكن لو استمرت تلك العداوة والخصام فسنخسر كل شيء جمعنا بهم. وهناك من يقول إن عندنا كرامة ولا يمكن أن نتنازل عنها. والحقيقة بأن الكرامة لها مسارات وطرق وحدود معينة في هذه الحياة. ونحن عندما نتسامح ونغفر عن زلات الآخرين لا يقال بأن ليس عندنا كرامة، ولكن ما يربطنا ببعض ينسينا كل شيء جرى فيما بيننا. فأسلوب التسامح سهل جداً بل وتعود عليه العلاقة الجيدة ذات السياج المتين أساسها الصدق والوفاء وبناؤها التنازل والتضحيات وسورها الذي يحيط بها ويحميها هو التسامح الذي تسعد القلوب به. ويبقى الرضاء والتسامح من أنبل الصفات وأجملها وأخيراً قرر عقلي وقلبي معاً، واتفقا على الرضاء والتسامح.